Headlines
نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin

نجيب السملالي فنان الأُوبِيدُومْ نُوفُومْ

نجيب السملالي فنان الأُوبِيدُومْ نُوفُومْ 

بقلم : ذ،،محمد الشاوي


 
يرتبط موضوع هذا المقال بمدينة القصر الكبير التي تعتبر مسقط رأس الفنان التشكيلي نجيب السملالي؛ كما أن تسمية 
"
الأوبيدوم نوفوم" ترتد بنا إلى ماضٍ موغلٍ في الحضارة الرمانية القديمة التي رسمت ملامح هذه المدينة، ليدل بذلك هذا الإسم على " الحصن الجديد " الذي كانت آنذاك تسمى به.
والفنان نجيب السملالي ينتسب لأسرة وطنية عُرفت بمواقفها البطولية داخل مدينة القصر الكبير وخارجها.
وقد عرف هذا الفنان بمسقط رأسه عدة تأثيرات ساهمت في بلورة موهبته الفنية التي استجابت لقدر التخصص في مجال الفن التشكيلي ليتابع دراسته بالمعهد الوطني للفنون الجميلة وليسافر بعد ذلك خارج الوطن لاستكمال دراسته الأكاديمية.
فقد راكم الفنان تجارب عديدة في معارضه الفردية والجماعية، وخير دليل على ذلك معرضه الأخيرة برواق ماريانو بيرتوتشي بتطوان في السنة الفارطة ( 2015) الذي جاء بحصيلة كبيرة من الأعمال التشكيلية التي تدرجت بنا في تاريخ الفن بمحطاته ومدراسه التي تشربها الفنان نجيب السملالي منذ بداياته بحقل التشكيل إلى الآن. 
أعماله تجمع مابين التعبير والتجريد، كما نجد اشتغاله على أعمال نحتية بصيغة معاصرة .ولعل اللوحة التي اخترتها بوصفها نموذجا لأعماله التي جسدت وبحق مدى ارتباطه بمسقط رأسه القصر الكبر، وهي لضريح الولي الصالح سيدي يعقوبالباديسي العالم والصوفي ( 640/727 هـ 1243-1325م
 )وبجواره المسجد الذي سمي على اسمه، وهو المزين بنخلتين من أجود نخيل المدينة، لا وجود لشبيه لهما إلا بضريح سيدي الكاتب بجوار المسجد الأعظم، هذا الضريح الذي اندثر ولم يبقى منه شيئ
وهذه الصورة ظلت لصيقة بمخيلة كل من ترعرع ونشأ بالقصر الكبير لكونها الماضي والحاضر، إنها صورة سيدي يعقوب المجسدة لأصالة وعراقة هذه المدينة

فاللوحة صباغة زيتية على القماش تعود لفترة الثمانينات استغدم فيها الفنان تقنيات الفرشات بطريقة أكاديمية تجمع مابين تقني الرسم والتلوين، الذي يعكس نظرته لرمز من رموز مدينته، وكأنه مؤرخ يؤرخ للمكان ومدى أثره في نفوس ساكنة المدينة.
تعبيرية اللوحة تتجلى في جمع الفنان بين الرمز الديني المتمثل في الصومعة المرتبطة بالمسجد والصلاة والعبادة والمكان الذي به ضريح سيدي يعقوب وهو محج زواره من المتبركين، والنخلتين المخضرتين اللتان تدلان على الوفرة والخير، وكذلك الإستمارية والتطور، فهما بصيغة المثنى وليس المفرد، وهذا ما يدل أيضاً على ترابط وتلاحم الطبيعة وكأنهما رجل وإمرأة يوحيان للمتلقي بالخير والوفرة والإزدهار.
إن جمالية الصورة تكمن في وصف الفنان للمكان بريشة زيتية تبتغي رصد تاريخ مدينة القصر الكبير الذي جسدته هذه الصورة وبجلاء يعكس أصالة الفنان نجيب السملالي ومدى ارتباطه بمسقط رأسه الذي ظل يراود خاطره ومخيلته.

نبذة عن الكاتب

نشرت بواسطة kamachin على الأربعاء, يونيو 01, 2016. تحت سمات , . يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال الدخول RSS 2.0. لا تتردد في ترك ردا على

By kamachin on الأربعاء, يونيو 01, 2016. تحت وسم , . تابع اخبارنا على RSS 2.0. اترك رد على الموضوع

0 التعليقات for "نجيب السملالي فنان الأُوبِيدُومْ نُوفُومْ "

اترك الرد