نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
زيارة الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري لمدينة القصر الكبير
زيارة الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري
لمدينة القصر الكبير
لمدينة القصر الكبير
بقلم الأستاذ الباحث : عبد القادر الغزاوي
القصر الكبير
القصر الكبير
حل بالمغرب بداية شهر دجنبر من سنة 1955م
الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري (1907 – 1985م) وزير الأوقاف المصرية على رأس وفد
مهم يتكون من السادة: الدكتور إبراهيم سلامة عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة والأستاذ
أحمد سعيد مدير إذاعة صوت العرب والأستاذ جمال الحناوي المهندس الفني لتلك الإذاعة
والأستاذ محمد خليفة مدير مكتب وزير الأوقاف المصرية وانضم إلى الوفد في مدينة
طنجة الأستاذ عاطف محمد مبعوث جريدة الجمهورية في المغرب . وذلك كمبعوث شخصي
للرئيس المصري جمال عبد الناصر لتهنئة الملك المغفور له محمد الخامس والشعب
المغربي بمناسبة استقلال المغرب. وقد تم استقباله من طرف جلالة الملك يوم 01 دجنبر
1955م حيث قدم إلى الملك تهاني الرئيس المصري والشعب المصري ، وأدى رفقته صلاة
الجمعة بمسجد أهل فاس بمدينة الرباط . وقد وشح صاحب الجلالة السيد الوزير المصري
بالوسام العلوي الشريف (الحمالة الكبرى من الوسام الفكري)، وكذلك وشح جلالته باقي
أعضاء الوفد بمختلف الأوسمة العلوية الشريفة.
وقام الوزير المصري والوفد المرافق له بزيارة مجموعة من المدن المغربية ، بالإضافة إلى مدينة الرباط ، مدن سلا والدار البيضاء ومراكش وبني ملال ومكناس وفاس وأزرو والقصر الكبير والعرائش وتطوان وطنجة، حيث كان له برنامج خاص في كل مدينة يحل بها، ويستقبل من طرف المغاربة استقبالا حارا .
وفي يوم السبت 10 دجنبر سنة 1955م اتجه الوفد المصري إلى المنطقة الشمالية ،حيث وصل على الساعة السادسة والنصف مساء إلى الخضاضرة قرب عرباوة ، الموقع الذي كان يفصل المنطقة الشمالية والمنطقة الجنوبية ، وكان في انتظاره وفد يمثل المنطقة يتكون من السادة العربي اللوه وزير الأوقاف في حكومة صاحب السمو الخليفى ، والسنيور ضون طوماس غارسيا فيغراس نائب الأمور الأهلية بالإقامة العامة، وخالد الريسوني باشا مدينة العرائش والقصر الكبير، وحسن المصمودي مدير جريدة المعرفة المغربية الأسبوعية، وبعض ممثلي الأحزاب الوطنية في هذه المنطقة وأعيان المدينة وشخصيات عديدة ووفود شعبية كبيرة أتت من مدينة القصر الكبير ونواحيه. وحسب ما ورد في جريدة المعرفة العدد 115، التاريخ 17 دجنبر 1955م . فإن الموكب : (وبعد تبادل سلام التعارف بين الوفد المصري ومستقبليه استأنف توجهه إلى القصر الكبير، حيث قصد ساحة اسبانيا بين أمواج من البشر التي كانت هتافاتها وتصفيقاتها تشق عنان السماء، وفي ساحة اسبانيا نزل الوفد واستمع إلى كلمة باشا القصر الكبير والعرائش الارتجالية التي كانت عامرة بالمعاني الطيبة والمنبئة عن شعور المغاربة جميعا نحو مصر الكريمة ووفدها العظيم وقد رد رئيس الوفد الأستاذ الشيخ الباقوري بكلمة طيبة وبعد هذه الكلمات استأنف الموكب سيره إلى منزل الوجيه السيد عبد الرحمان عدة لأخذ قسط من الراحة فيه وتناول كؤوس الشاي على الطريقة المغربية وبعد جلسة هادئة تم فيها لتعارف بين الزائر والمزور وتبادل سعادة نائب الأمور الوطنية وسعادة وزير الأوقاف المصرية كلمات الترحيب توجه الموكب إلى منزل نائب الصدر الأعظم سعادة السيد محمد الملالي وفي منزله الكبير استقر الوفد حيث تناول طعام العشاء وقضى بقية الليل. ولا يفوتنا أن نذكر أن جمعية اتحاد الطلبة القصريين نظمت سهرة في هذه الليلة على شرف الوفد المصري بمنزل الوجيه الحاج عبد السلام الحسيسن فتفضل أستاذنا الباقوري والأستاذ أحمد سعيد بإلقاء دروس وطنية عالية قوبلت بمزيد من الاهتمام والاحترام).
بعد دخول الأستاذ الباقوري والوفد المرافق له منزل السيد محمد الملالي خليفة الصدر الأعظم، تقدمت حفيدته الطفلة الصغيرة أمينة بنت السيد أحمد الرميقي، وألقت كلمة الترحيب والاستقبال (بين يدي الوزير بأسلوب خطابي رائع اهتزت له نفس الوزير وخاطب الحاضرين بقوله : أنها أقوى وأحسن كلمة لطفلة سمعتها في المغرب). وقد أصبحت الطفلة الآن من أشهر الفنانات التشكيليات.
وجاء في كلمة الترحيب التي ألقتها الطفلة أمينة ما يلي: (معالي الوزير: بأي لسان أعبر. أم بأي لهجة أتكلم، وأنا طفلة صغيرة وسط العائلة الرميقية، التي شرفتموها وتشرفت بكم، حيث كان هذا اليوم من أسعد الأيام في تاريخ حياة هذه العائلة التي هي فرع من الشجرة العربية الأدبية. فإذا وقفت أمام شخصية عربية عظيمة، كشخصية الرجل العظيم الشيخ سيدي أحمد الباقوري نجد (هكذا) نفسي معترفة بالعجز والتقصير عن أداء ما يجب في حقك يامعالي الوزير. ولكن نعتمد (هكذا) على إخلاصي وأبلغ لمعاليكم أحر التهاني باسم جميع عائلتي وعلى رأسها الجد الوقور سيدي محمد الملالي بمقدمكم الميمون، وأشكركم على هذه الزيارة التي نقشت وسط قلب جميع عائلتي بل وقلب جميع سكان القصر الكبير. وأحيي فيكم هذا الشعور الذي جعلكم تسعى(هكذا) لتجديد الروابط بين جميع الدول العربية وفي ضمنها المغرب العربي الذي يسعى كل السعي في الاتصال مع الدول العربية الشقيقة. فأهلا بك ومرحبا. فقد حللت في أرضك ووطنك، وأخيرا أقول عاش جمال عبد الناصر، عاش محمد الخامس، عاش الخليفة مولاي الحسن). نقلا عن جريدة المعرفة العدد المذكور أعلاه.
وفي يوم الأحد على الساعة التاسعة والنصف صباحا غادر الموكب مدينة القصر الكبير متوجها إلى مدينة العرائش ، حيث اتجه إلى منزل باشا المدينة السيد خالد الريسوني وتناول وجبة الإفطار، وزار السيد الوزير ومرافقوه مكتبة السيد الباشا التي كانت تحتوي على كتب نفيسة وذخائر فريدة ومتنوعة. وبعد مدينة العرائش اتجه الوفد المصري إلى مدينة تطوان ثم مدينة طنجة ومنها غادر الوفد المصري أرض المغرب.
لما عاد الوزير المصري الشيخ الباقوري إلى مصر كتب مقالا يحمل عنوان : ( النسر الأبيض: محمد بن يوسف كما رأيته). في مجلة الهلال المصرية عدد ابريل سنة 1956م بالصفحة رقم 8. وذلك حول لقائه مع الملك محمد الخامس والزيارة التي قام بها للمغرب ، مما جاء فيه : ( ... وعلى أي حال فقد التقيت بالسلطان محمد بن يوسف بعد عودته من منفاه بأيام ، ورنات الفرح لا تزال تملأ أرض مراكش وسماءها ، ولا تزال صحف العالم ومحاط الإذاعة تردد قصة هذا البطل الذي عاد من المنفى كما يعود القائد المظفر من المعركة الفاصلة ...).
وللمزيد من الاطلاع على الموضوع، يمكن الرجوع إلى المراجع التالية:
- جريدة السعادة : الأعداد : 9542 و 9543 و 9544 و 9546 و 9548 و 9549 و9550، لشهر دجنبر سنة 1955م.
وقام الوزير المصري والوفد المرافق له بزيارة مجموعة من المدن المغربية ، بالإضافة إلى مدينة الرباط ، مدن سلا والدار البيضاء ومراكش وبني ملال ومكناس وفاس وأزرو والقصر الكبير والعرائش وتطوان وطنجة، حيث كان له برنامج خاص في كل مدينة يحل بها، ويستقبل من طرف المغاربة استقبالا حارا .
وفي يوم السبت 10 دجنبر سنة 1955م اتجه الوفد المصري إلى المنطقة الشمالية ،حيث وصل على الساعة السادسة والنصف مساء إلى الخضاضرة قرب عرباوة ، الموقع الذي كان يفصل المنطقة الشمالية والمنطقة الجنوبية ، وكان في انتظاره وفد يمثل المنطقة يتكون من السادة العربي اللوه وزير الأوقاف في حكومة صاحب السمو الخليفى ، والسنيور ضون طوماس غارسيا فيغراس نائب الأمور الأهلية بالإقامة العامة، وخالد الريسوني باشا مدينة العرائش والقصر الكبير، وحسن المصمودي مدير جريدة المعرفة المغربية الأسبوعية، وبعض ممثلي الأحزاب الوطنية في هذه المنطقة وأعيان المدينة وشخصيات عديدة ووفود شعبية كبيرة أتت من مدينة القصر الكبير ونواحيه. وحسب ما ورد في جريدة المعرفة العدد 115، التاريخ 17 دجنبر 1955م . فإن الموكب : (وبعد تبادل سلام التعارف بين الوفد المصري ومستقبليه استأنف توجهه إلى القصر الكبير، حيث قصد ساحة اسبانيا بين أمواج من البشر التي كانت هتافاتها وتصفيقاتها تشق عنان السماء، وفي ساحة اسبانيا نزل الوفد واستمع إلى كلمة باشا القصر الكبير والعرائش الارتجالية التي كانت عامرة بالمعاني الطيبة والمنبئة عن شعور المغاربة جميعا نحو مصر الكريمة ووفدها العظيم وقد رد رئيس الوفد الأستاذ الشيخ الباقوري بكلمة طيبة وبعد هذه الكلمات استأنف الموكب سيره إلى منزل الوجيه السيد عبد الرحمان عدة لأخذ قسط من الراحة فيه وتناول كؤوس الشاي على الطريقة المغربية وبعد جلسة هادئة تم فيها لتعارف بين الزائر والمزور وتبادل سعادة نائب الأمور الوطنية وسعادة وزير الأوقاف المصرية كلمات الترحيب توجه الموكب إلى منزل نائب الصدر الأعظم سعادة السيد محمد الملالي وفي منزله الكبير استقر الوفد حيث تناول طعام العشاء وقضى بقية الليل. ولا يفوتنا أن نذكر أن جمعية اتحاد الطلبة القصريين نظمت سهرة في هذه الليلة على شرف الوفد المصري بمنزل الوجيه الحاج عبد السلام الحسيسن فتفضل أستاذنا الباقوري والأستاذ أحمد سعيد بإلقاء دروس وطنية عالية قوبلت بمزيد من الاهتمام والاحترام).
بعد دخول الأستاذ الباقوري والوفد المرافق له منزل السيد محمد الملالي خليفة الصدر الأعظم، تقدمت حفيدته الطفلة الصغيرة أمينة بنت السيد أحمد الرميقي، وألقت كلمة الترحيب والاستقبال (بين يدي الوزير بأسلوب خطابي رائع اهتزت له نفس الوزير وخاطب الحاضرين بقوله : أنها أقوى وأحسن كلمة لطفلة سمعتها في المغرب). وقد أصبحت الطفلة الآن من أشهر الفنانات التشكيليات.
وجاء في كلمة الترحيب التي ألقتها الطفلة أمينة ما يلي: (معالي الوزير: بأي لسان أعبر. أم بأي لهجة أتكلم، وأنا طفلة صغيرة وسط العائلة الرميقية، التي شرفتموها وتشرفت بكم، حيث كان هذا اليوم من أسعد الأيام في تاريخ حياة هذه العائلة التي هي فرع من الشجرة العربية الأدبية. فإذا وقفت أمام شخصية عربية عظيمة، كشخصية الرجل العظيم الشيخ سيدي أحمد الباقوري نجد (هكذا) نفسي معترفة بالعجز والتقصير عن أداء ما يجب في حقك يامعالي الوزير. ولكن نعتمد (هكذا) على إخلاصي وأبلغ لمعاليكم أحر التهاني باسم جميع عائلتي وعلى رأسها الجد الوقور سيدي محمد الملالي بمقدمكم الميمون، وأشكركم على هذه الزيارة التي نقشت وسط قلب جميع عائلتي بل وقلب جميع سكان القصر الكبير. وأحيي فيكم هذا الشعور الذي جعلكم تسعى(هكذا) لتجديد الروابط بين جميع الدول العربية وفي ضمنها المغرب العربي الذي يسعى كل السعي في الاتصال مع الدول العربية الشقيقة. فأهلا بك ومرحبا. فقد حللت في أرضك ووطنك، وأخيرا أقول عاش جمال عبد الناصر، عاش محمد الخامس، عاش الخليفة مولاي الحسن). نقلا عن جريدة المعرفة العدد المذكور أعلاه.
وفي يوم الأحد على الساعة التاسعة والنصف صباحا غادر الموكب مدينة القصر الكبير متوجها إلى مدينة العرائش ، حيث اتجه إلى منزل باشا المدينة السيد خالد الريسوني وتناول وجبة الإفطار، وزار السيد الوزير ومرافقوه مكتبة السيد الباشا التي كانت تحتوي على كتب نفيسة وذخائر فريدة ومتنوعة. وبعد مدينة العرائش اتجه الوفد المصري إلى مدينة تطوان ثم مدينة طنجة ومنها غادر الوفد المصري أرض المغرب.
لما عاد الوزير المصري الشيخ الباقوري إلى مصر كتب مقالا يحمل عنوان : ( النسر الأبيض: محمد بن يوسف كما رأيته). في مجلة الهلال المصرية عدد ابريل سنة 1956م بالصفحة رقم 8. وذلك حول لقائه مع الملك محمد الخامس والزيارة التي قام بها للمغرب ، مما جاء فيه : ( ... وعلى أي حال فقد التقيت بالسلطان محمد بن يوسف بعد عودته من منفاه بأيام ، ورنات الفرح لا تزال تملأ أرض مراكش وسماءها ، ولا تزال صحف العالم ومحاط الإذاعة تردد قصة هذا البطل الذي عاد من المنفى كما يعود القائد المظفر من المعركة الفاصلة ...).
وللمزيد من الاطلاع على الموضوع، يمكن الرجوع إلى المراجع التالية:
- جريدة السعادة : الأعداد : 9542 و 9543 و 9544 و 9546 و 9548 و 9549 و9550، لشهر دجنبر سنة 1955م.
- جريدة المعرفة : العدد : 115 بتاريخ 17 دجنبر 1955م.
- جريدة الرأي العام : العدد : 264 بتاريخ 14 دجنبر 1955م.
- مجلة الهلال : عدد ابريل سنة 1956م.
- كتاب : التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير. الجزآن : 10 و12. لعبد الكريم
الفيلالي.