Headlines
نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin

ملف القصر الكبير جدل حول" المشاريع' التنموية كيف ينظر المثقفون لواقع الثقافة بمدينتهم ؟؟؟

 ملف                                                                               
القصر الكبير جدل حول" المشاريع' التنموية
كيف ينظر المثقفون لواقع الثقافة بمدينتهم ؟؟؟
من :  محمد كماشين


إن أي حديث عن الحواضر المغربية لن يكون ذا بال إذا لم يرتبط  بتنمية الإنسان وإشراك المواطن في وضع اللبنات الأولى لانشغالاته واهتماماته حتى يستطيع الدفاع عن محصلاته من موقع المدبر المساهم .
واليوم ونحن نتأمل ما يكتب عن مدينة القصر الكبير  نجده لا يخرج عن الأنماط الثلاثة التالية :  فهو إما أن يكون بطبيعة   نوستالجية يغرق في سرد تفاصيل الماضي  باعتباره الحاضن لأهم الأعلام ، والمشيد لمختلف المآثر،  والمحرك للمبادرات ،، أو فضائحيا  قد يرتبط بزواج  شاذين أحال المدينة  برمتها لمرجعية  يكاد الجميع يرفضها ،، أو تسطيحيا  وعادة  ما تتناوله بعض الكتابات الصحفية التي تورد الخبر دونما تحليل لبعض الظواهر التي  أضحت غريبة عن مجتمع قصري ضل  يوصف  لعقود بالتقليدي المحافظ .
إن المتأمل لعجلة التنمية بالقصر الكبير يجزم بأنها متعثرة ، مقارنة مع ما تعرفه الجهة من مشاريع كبرى عملت على تطوير أنماط الإنتاج الاقتصادي والخدمات الاجتماعية المختلفة .
لقد أضحى  من الضروري تأهيل هذه الحاضرة الموغلة في القدم، حتى  تنخرط فعليا في عملية التنمية الجهوية،   لتكون قبلة لزوار ومستثمري القطب الاقتصادي المتوسط، عبر استغلال الموروث التاريخي  واستثماره  في مشاريع تنموية  سياحية  وثقافية .
مع  كل تقسيم إداري مرتقب يهم العمالات والأقاليم،  تشرئب أعناق ساكنة المدينة  للظفر  بتسمية قد تخرج المنطقة من نفق الانكسار،  لكن هذا التهميش  يكون دائما  سيد القرارات ،  فهل مرد ذلك :عقاب جماعي لساكنة  وسمت بالتمرد قديما ( وقوف  لخضر  غيلان في وجه الزحف العلوي  نحو الشمال ) وحديثا ( انتفاضة  سنة 1984ثم أحداث فاتح ماي 2007)  آم أننا  ننتمي  لتقطيع المغرب الغير النافع مع ما يرافق ذلك من اختيارات  شعبية ( عند كل استحقاق جماعي ) لا تتوافق والتوجهات الكبرى للبلاد ( اعتبار المدينة قلعة إسلامية ) .
إن النسيج الاقتصادي لمدينة القصر ضعيف لعوامل  متعددة منها العامل التاريخي،  فالمستعمر الاسباني لم يقدم للمنطقة مبادرات اقتصادية كبرى ، إذ هو نفسه كان  في حاجة إلى الدعم،، إلى جانب  عامل الاقتصاد المحلي الغير المهيكل  بقطاعاته الصغيرة والغير خاضعة لمعايير دقيقة، لذلك كان دوره التنموي محدودا  ثم إن البنيات التحتية ضعيفة أو منعدمة، فالمدينة لا تتوفر  على منطقة صناعية  بمعايير مقبولة مجهزة  تجهيزا تاما، إلى جانب مرور الطريق السيار بعيدا  عن المدينة وعدم ربطه بها ، مما كان له انعكاس سلبي على الاقتصاد المحلي .
ومن معيقات الاقتصاد المحلي  الضعف النسبي لرؤوس الأموال المحلية  واقتصار استثمارها  في قطاعات  غير منتجة  كالعقار إلى جانب غياب  شبكة المقاولين  مكونة تكوينا علميا .
أما عن المعيق الجيوسياسي فيقول الدكتور  محمد الخشاني ( ...وهنا نلاحظ أن الأقاليم الشمالية وبشهادة المسؤولين الكبار لم تحظ بالاهتمام اللازم ولم تستفد  بالحجم المرغوب في مسلسل التنمية ومن السياسات الاقتصادية التي طبقت منذ الاستقلال فمدينة القصر الكبير همشت على المستوى الوطني أكثر من غيرها  اقتصاديا ربما لأنها لا تتوفر على ثقل سياسي، رغم أن المدينة من حيث الموارد  الاقتصادية والبشرية تفوق الكثير من حواضر العمالات التي استفادت  أكثر من السياسة الاقتصادية. فعلى سبيل المثال الحجم البشري للمدينة يفوق اغلب حواضر عمالات الشمال ).
لسنوات طويلة  ظلت مدينة القصر الكبير بدون تصميم للتهيئة مما جعلها تفتقد إلى وثيقة تنظيمية قادرة على تقديم  تصور قبلي لتدبير المجال والذي ينشىء تلك العلاقة المباشرة بين القانون وتنمية    المدينة ، بحيث يلعب دورا هاما في  المحافظة على الإطار المبني للمدينة  ثم مجالها ، وإعطائنا الصورة الحقيقية لمميزات المدينة وإبراز معالمها في شتى القطاعات .
في ظل افتقاد المدينة لهذا التصميم تعرضت لتشوهات مست المجال العمراني حتى غدا من العسير اللجوء للإصلاح والترميم، كما هو الشأن بالنسبة للسوق المركزي بالإضافة إلى ابتلاع مساحات خضراء مما جعل البعض يطلق على مدينة القصر الكبير مدينة بدون رئة.
-    إن المعضلة الأساسية بالنسبة لساكنة القصر الكبير  ترتبط جدليا بالاستجابة  لحاجيات السكان ( عدد السكان المتوقعين سنة 2012 هو 172.373 نسمة ) من خلق لفرص الشغل وتكوين بجميع فروعه من تعليم عام ومهني وتقني  وفي مجال الصناعة التقليدية ومختلف المجالات الحرفية وكذا تلبية  الحاجات الأخرى  من صحة وثقافة ورياضة وترفيه.
-     من المفارقات الغريبة أن تراث المدينة  لا يحظى بالعناية اللازمة  بل يكاد  يخرج كلية  من الذاكرة الجماعية الوطنية، فالمواطن العادي لا يكاد  يميز بأن مدينته  تعتبر من أعرق المدن المغربية بتوفرها على أقدم المعالم الحضرية والتي وجب إبرازها لتصبح منتوجا سياحيا، يساهم في انتعاش حركية الاقتصاد المحلي .
-         وبشكل عام فالمدينة في حاجة إلى هيكلة  دورها الاقتصادي عبر :
-         ثروتها البشرية كمدينة أعطت عناصر ذات قيمة رفيعة على كافة المستويات.
-          الموروث المعرفي لساكنتها في مجال الصناعة التقليدية والحرف.
-    موقعها كعاصمة لحوض لكوس ولو أن الامتداد الطبيعي لهذا الحوض مقسم ما بين إقليمي العرائش والقنيطرة حيث يتسبب ذلك في اقرار وتكريس عرقلة تنمية مندمجة اقتصاديا ،ووضع مخططات التنمية للإقلاع ألفلاحي والتنموي لحوض اللوكوس.
-         تاريخها  كأقدم مدينة بالمغرب .
-         موقعها كمسرح لمعركة وادي المخازن .


استشعارا بالتدهور المضطرد الذي تعرفه المدينة تم تشكيل التنسيقية المحلية بالمدينة حيث أصدرت تقريرا حول واقع المدينة وسمته ب " إن مدينة القصر الكبير أخرى ممكنة"
وقد ورد في التقرير " إن استحضار الواقع الحالي يدفع إلى البكاء ولعجز البكاء عن البناء والتغيير التقت إرادة عدد من الشرفاء من اجل التصدي لكافة الانحرافات والاختلالات التي حولت مدينة القصر الكبير إلى " بادية "  تعمها فوضى ممنهجة  تحاول القضاء على كافة مظاهر التحضر والتمدن وذلك بالإجهاز على كافة المكتسبات التاريخية من صحة وسكن و تعليم و بيئة و ثقافة " .
وما يعاب على تقرير السكرتارية المحلية ( 15-11-2009) انه شخص الواقع دون أن يقدم بدائل واقتراحات .
 وقد كان  لنا لقاء مع السيد يوسف التطواني الناشط الحقوقي   ورئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حيث قال :إن المتأمل لاقتصاد المنطقة يكاد يجزم انه ينحصر في التهريب والمخدرات وما يرافق ذلك من المظاهر المشينة كالهجرة السرية والمضاربات العقارية والرشوة والفساد الإداري،  وتدمير البيئة والتوازن الايكولوجي  وتشويه المعالم الحضارية والتاريخية والثقافية، وذلك بحكم انتماء المنطقة إلى ما يعرف بالمغرب غير النافع وتعرضها للاضطهاد والقمع والإقصاء والتهميش لعقود طويلة في ظل ما يسمى بسنوات الرصاص حيث شكلت أحداث 1984 محطة متميزة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وبالرجوع إلى قرارات هيئة الإنصاف والمصالحة المرتبطة بالأحداث المذكورة نسجل محليا التعتيم الخطير على حقيقة القمع الذي تعرضت له المنطقة وسياسات العقاب الجماعي التي مازالت معالمها حاضرة إلى اليوم وبقوة .
وانطلاقا مما سبق فالمطلوب  من القوى الحقوقية والديمقراطية وكل الشرفاء تكثيف الجهود والنضال المتواصل لإبقاء ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على المستوى المحلي مفتوحا .
 ويأسف التطواني كون كل المبادرات التنموية بمدينة القصر الكبير محكومة بالهاجس الأمني شأنها في ذلك شأن مطالب الحركات الاحتجاجية والهيئات الحقوقية الاجتماعية والتي تظل مطالبها مهملة مهمشة بحيث قد تؤدي إلى نتائج وخيمة  لأزمة تعيق الحق في التنمية الشاملة المندمجة .
-- ومن اجل إيجاد حلول لجملة من التساؤلات نظم المجلس البلدي لقاءا تواصليا موسعا مع الفعاليات وجمعيات المجتمع المدني وذلك يوم 8 ابريل 2010 لعرض الإطار المنهجي لإعداد المخطط الجماعي للتنمية لمدينة القصر الكبير  وتدعيم " مأسسة العمل الجماعي "   في أفق تنمية مستدامة لمواجهة التدهور البيئي  وغيره وتتضمن مراحل هذا المخطط مرحلة تحديد الحالة الراهنة، والتشخيص  في إطار تشاركي ، وتتأسف  كثير من الجمعيات، ومعها فعاليات  إعلامية عن عدم  استدعائها لهذا اللقاء ،مما يعتبر تغييبا لقوة اقتراحيه مدنية، ولم يجد البعض من هؤلاء المهتمين غير الإعلام لتصريف مواقفهم وهكذا كتب الأستاذ عبد القادر احمد بن قدور في جريدة الشمال 2000( ....عبر سكان المدينة عن تجاوبهم الايجابي مع البرامج الإصلاحية لكن هذا التجاوب سرعان ما تحول إلى استياء عام بعد أن اتضحت حالات الغش في انجاز الكثير من المشاريع المبرمجة مثل  إصلاح الطرق وترصيف الشوارع، وترميم المواقع الأثرية رغم التأخر الذي طال  انجاز بعض هذه المشاريع التأهيلية، إلا أن الانتهاء من أشغالها أسفر عن الكثير من الاعطاب فترصيف الشوارع لم يصمد طويلا أمام التساقطات المطرية كما أن إصلاح الطرق عرف نفس المصير، ويتساءل سكان مدينة القصر الكبير عن كيفية صرف الاعتمادات المالية الباهظة التي ذهب معظمها سدى  نظرا لعدم استفادة المدينة وساكنتها من هذه المشاريع المغشوشة مما يعني إهدار المال العام دون طائل إلى جانب ذلك فان عددا من مشاريع التأهيل الحضري للمدينة كانت  مبرمجة خلال سنة 2009 لم يتم بعد انجازها علما أننا في منتصف سنة 2010)
لقد استطاعت بعض المشاريع المنجزة بالمدينة أن تفتح نقاشا عموميا عن مدى فاعليتها فالنفق أو ما يصطلح على تسميته بالممر تحت ارضي للراجلين كان الهدف من وراء إنشائه بتكلفة 2.154.600.00درهما، هو تسهيل التنقل بين  شطري المدينة والحد من حوادث السير المميتة وتحسين وتأمين السير والجولان عبر السكة الحديدية لكن شيئا من هذا لم يتحقق إذ ظهرت بعض  العيوب التقنية أدت إلى تصاعد المياه داخل الممر عند كل تساقط للأمطار مما اجبر المسؤولين على إنشاء بوابة  يمكن الاحتماء بها ساعة تصاعد المياه، وليبقى ساعتها الممر غير محروس وبذلك يفرع المشروع من محتواه.
كما أن أشغال تهيئة وسط المدينة بتكلفة 649.326.36درهم  أبانت عن غش الجودة مما اضطر معه إعادة الحفر ولم تمر على الانجاز إلا شهور قليلة كما هو الشأن  في شارع التلمساني الشريان الرئيسي للمدينة ..
******
يقول الكاتب العراقي عبد الرحمان مجيد الربيعي في كتابه " كتابات مسمارية على جداريه مغربية " ص 16:..." القصر الكبير احد أهم مراكز العلم والمعرفة العربية الإسلامية وحاضنة أسماء أدبية كبيرة ومسقط رأسهم ، وهي مدينة  وان نالها الإهمال لسبب أو لآخر فان وهجها باق ودورها متجذر .

نكاد لا نختلف كون التنمية الحقيقية إعداد الفرد للتمتع بالخيرات الثقافية والتي تتمثل في الغنى الروحي والفكري والشعور الدافئ بالهوية والحريات  والاستمتاع بالتعبير عن النفس، لأجل ذلك حملت أسئلتي لوجهين مؤثرين في الفعل الثقافي المحلي والوطني أولهما الأديب القاص المغربي حسن اليملاحي  وثانيهما الشاعر المقتدر والباحث في تاريخ المدينة  مصطفى الطريبق .





مع الفاعل الثقافي حسن اليملاحي


* - هل من إمكانية للحديث عن بنية ثقافية محلية ؟؟

البنية الثقافية من الفعل إلى التشكل
تعتبر مدينة القصر الكبير من المدن الرائدة في مجال التنشيط الثقافي. ويعود سبب هذا الحراك إلى الإرادة القوية لمجموعة من أبناء المدينة التي أخذت على عاتقها خدمة المدينة بكل طواعية والنهوض، بالشأن الثقافي والتعريف بالمنتوج الوطني. ومن داخل هذه الحركية يمكننا أن نتحدث عن الكثير من الإنجازات والمكتسبات الثقافية والاجتماعية والحقوقية التي عرفتها المدينة.
وهكذا فقد ساهمت هذه الأنشطة  الثقافية ببنيتها المتنوعة ،في  تقليص المسافة  بين الجمهور والكتاب وكل المنتجين الثقافيين ، كما ساهمت من جهة، في إبراز بعض الكفاءات المحلية النشيطة، الكاتبة منها وغير الكاتبة، ومدى قدرتها على تحقيق رهاناتها.
لقد أنتجت مدينة القصر الكبير الكثير من كتاب الشعر والقصة والرواية والتشكيل، وقد ساهم هذا الأمر في الحفاظ على سمعتها الثقافية ومكانتها لدى المواطن المغربي والعربي على حد سواء. كما أبرز مكانتها الواضحة في سجل التاريخ وذاكرة التلقي العام.
للبيان أن هذا الزخم من الأسماء، إلى جانب الأنشطة التي تعرفها المدينة ، وفعاليات أخرى، إنما تنطوي على بنية ثقافية متنوعة تحتاج إلى دراسات والكثير من الوقفات، كما تحتاج إلى من يرعاها وينميها ويحافظ عن ذاكرتها ، طالما أن الأمر يتعلق بذاكرة ثقافية و منتوج وطني.
  ومن داخل هذه الأنشطة التي تعرفها المدينة ،نشير إلى أننا في فرع القصر الكبير لاتحاد كتاب المغرب  أضفينا سمة التنوع  على هذه الأنشطة وقد استطاع الفرع بإرادته أن يغطي هذه الأنشطة طوال مدة تجربة بكاملها محققا بذلك رقما قياسيا من حيث الأنشطة داخل المدينة وذلك بشهادة الكثير من المهتمين والباحثين والطلبة والمشجعين للشأن الثقافي من داخل القصر الكبير، ومدن مغربية ودول عربية وأوروبية و نشير إلى أن فرع القصر الكبير يحتفظ ضمن أرشيفه بمجموعة من رسائل التنويه والتشجيع وهو ما يعتبر فخرا واعتزازا لتجربتنا  في القصر الكبير، ولاتحاد كتاب المغرب الذي أخذ على عاتقه خدمة الشأن  الثقافي المغربي إلى جانب باقي الأصدقاء في الجمعيات الأخرى حسب اختصاصاتها وهو ما يفند بالقوة بعض الأطروحات اليائسة التي تروج  لمزاعم وخرافة الفراغ الثقافي وهي خرافة تسيء إلى سمعة القصر الكبير الثقافية التي أنتجت الكثير من المبدعين والباحثين والكتاب الذين يشغلون مساحة مهمة وواسعة داخل خريطة الثقافة المغربية.
 لقد ساهمت في هذا الانتشار جمعيات نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر جمعية شعلة المسرح والأفق والامتداد الأدبية و الأنوار النسوية  والبحث التاريخي وفرع القصر الكبير لاتحاد كتاب المغرب  وجمعيات لها اختصاصاتها الأخرى، وقد خلفت جميعها رصيدا ثقافيا لازال ماثلا وحيا في الذاكرة الثقافية لمدينة القصر الكبير وذاكرة المتلقي إذ يسمح من داخل هذا الرصيد ـ بما يشكله من رمزية ـ الحديث  عن خطاب ثقافي وسجال سمح للمدينة أن تحافظ على سمعتها الثقافية التي رسمها الرجال الأوائل الذين برعوا في مجال الكتابة .ويمكن للقارئ المغربي الرجوع إلى كتاب أصدره حديثا الأستاذ المقتدر العربي ألعسري للوقوف على جملة من الأسماء بتجاربها المختلفة و المتنوعة وأجياليتها والتي ساهمت في رسم الخريطة الثقافية للمدينة مع ما رافق ذلك من حركية ثقافية موازية استفادت منها الأجيال اللاحقة وطورتها الشيء الذي يحق معه الحديث عن مشهد ثقافي متميز، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار التجربة الثقافية الحالية لفرع القصر الكبير لاتحاد كتاب المغرب التي أخذت على عاتقها التنسيق مع بعض المؤسسات والجمعيات.
كيف تنظرون لواقع التنمية المحلية الثقافية وآفاقها ؟؟
يمكن القول مبدئيا بأن ما تعيشه مدينة القصر الكبير، من أنشطة، يسمح لنا لا محالة، بالحديث عن تنمية ثقافية محلية، وأن هذه التنمية لها تأثيراتها الإيجابية على مجموع أبناء المدينة وذاكرتها الثقافية وسلوكها المدني. غير أنه  ولتحقيق الاستمرارية لهذا الفعل و ضمان الانتقال بهذا الواقع إلى واقع أكثر إنتاجية، يجب أن تتضافر جهود الجميع، بما في ذلك جهود بعض  المؤسسات الرسمية بدء من المجلس البلدي والمجلس الإقليمي، و مرورا بمجلس جهة طنجة تطوان ووقوفا عند مديرية الثقافة بالعرائش. لأن هذه المؤسسات كما هو معلوم مسؤولة هي الأخرى ومدعوة إلى المساهمة في تطوير الشأن الثقافي وجعله أكثر تنمية وإنماء، من خلال دعم المشاريع الثقافية الجادة ورعايتها ماديا من دون قيد، طالما أن الأمر يتعلق بالمال العام والتنمية.
ما يؤسف له كون بعض الجمعيات النشيطة في المشهد الثقافي المحلي لا يتم الالتفات إليها ومساعدتها ماديا في إنجاز أنشطتها الثقافية، ويعود السبب في ذلك إلى بعض الحسابات الضيقة التي تقع فيها  بعض المؤسسات الموكول لها أمر دعم الأنشطة الثقافية بالمدينة.
وبالرغم من هذا الأمر، فإن بعض نشطاء الثقافة بمختلف مكوناتهم  يواصلون فعل التنشيط بالمدينة  واضعين  المسؤولين أمام رسالتهم ومسؤلياتهم ـ من دون  الاهتمام بمثل هذه الإكراهات المادية التي تعيق في العمق التنمية الثقافية بالمدينة - الشيء الذي يسمح معه بالحديث عن واقع ثقافي غني ونشيط  لا يعبأ بالإقصاء .
إن القصر الكبير قد ساهمت في إعادة تشكيل الحركة الثقافية بالمغرب من خلال مساهمتها الثقافية  برمزيتها الخاصة، كما ساهمت في تطوير الخطاب الثقافي والانتقال به إلى مستويات أفضل. ولعل هذا التحقق يعود ـ في نظرنا ـ إلى تمرس أبناء المدينة على فعل  التنشيط الثقافي ومدى قدرتهم على الانخراط في كل المبادرات التي تخدم التنمية المحلية والجهوية والوطنية  التي ترتقي بالإنسان المغربي إلى مستويات أفضل إنتاجية.
والحال عليه، يمكن للمتلقي المحلي و المغربي ثقافيا أن يطمئن ويتكهن لآفاق أكثر إنتاجية. لأن أبناء القصر الكبير لا يمكنهم أن يتنكروا  لما صنعه الأوائل من مجد، وصور رفيعة لا زالت عالقة بالذاكرة الثقافية للمدينة.

مع الباحث والشاعر المغربي مصطفى الطريبق
إن الثقافة عمدة التقدم ومن واجبنا توفير المناخ الملائم لها والأطر التي يسند إليهم أمرها، فلا ثقافة بلا مناخ مناسب من قاعات وتجهيزات وبنايات ومسارح وأندية ولو تأملنا  واقع الثقافة بالقصر الكبير وقارنا بين الماضي القريب واليوم، لاتضح لنا تناقض واضح،، في الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات كانت الثقافة بهذه المدينة مزدهرة وليس لوجود مثقفين وجمعيات فحسب وإنما لوجود الإمكانيات المتوفرة لان المثقفين والجمعيات بغير هذه الإمكانيات  لا يعملون شيئا ،ولهذا كان النشاط الثقافي والأدبي والمسرحي متوفرا وكل ذلك بوجود الجمعيات والفرق وكان في القصر الكبير  نادي جمعية الطالب المغربية وجمعية أصدقاء ابن حزم ومسرح بيريس كالدوس الذي تأسس  في شهر يونيو 1922، وهذا كله يجعلنا نقول أن الثقافة قبل اليوم كانت مزدهرة ازدهارا مما كانت عليه من قبل والسبب الرئيسي  لهذه المفارقة هو إخطبوط المعيقات  بمدينة القصر الكبير  ويتمثل ذلك في القضاء على كل المسارح وانعدام قاعات  مناسبة لعرض المسرحيات أو لعقد لقاءات وإلقاء محاضرات، فأربعة مسارح بمدينة القصر الكبير  هدمت وفوتت وألغيت، والغريب انه حتى مندوبية وزارة الثقافة بالعرائش ألغيت تماما فأي معيقات أكثر من ترك المسارح وإغلاق مندوبية وزارة الثقافة، ومع هذا فان الغيورين على الثقافة يعملون أكثر ما في مستطاعهم  ويخدمون الثقافة ناظرين إليها انها طوق النجاة بالبلاد..
إن الجمعيات بالقصر الكبير  كلها تريد أن تتحرك ولها طموح كبير لكن الواقع أمامها محفوف بإخطبوط من المعيقات ومن بروزات هذه المعيقات عدم توفر المدينة على مركب ثقافي مناسب، وعلى دار للشباب أو على قاعة مناسبة مغطاة فلا يوجد إلا المركب الحالي، وهو صغير الحجم وتتناوب عليه الجمعيات وغالبا ما يكون هذا التناوب سببا في حرمان عدد كبير من الجمعيات، وهذه المعيقات المتمثلة في انعدام القاعات والإمكانيات والتجهيزات  يجب التغلب عليها وذلك إذا كنا نريد ازدهار الثقافة وتشجيع العمل الثقافي الجمعوي، وخدمة التنمية وتوسيع دائرتها وعلينا أن ندرك أن التنمية الحقيقية لا تكون إلا عن طريق الثقافة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على   بناء الإنسان، فمن مدلولات التنمية الثقافية كبعد إنساني للتنمية المتكاملة ولعلنا  نذكر جميعا أن التنمية الثقافية كبعد إنساني للتنمية المتكاملة هي فكرة ظهرت بنجاح كبير على صعيد الحكومات في المؤتمر الدولي الذي نظمته اليونسكو في البندقية سنة 1970 وهي فكرة تهدف بالدرجة الأولى إلى توسيع وتقويم مفهوم التنمية السائدة في تلك الفترة وهو مفهوم يقتصر اهتمامه على الجوانب الاقتصادية بإدخال الثقافة ضمن معنيين :
-         الأول كسلوك متميز له حاجاته الخاصة ( أنشطة فنية – أدبية – ترويحية – علمية)
-    الثاني كمنظومة من القيم  تفرض متطلبات خلقية عامة ( المحافظة على تكافؤ الفرص وكرامة الإنسان ونقاء الوسط الطبيعي والثقافي ..)
من أولى الواجبات الاهتمام بأمر الثقافة في كل مدن المغرب من ذلك مدينة القصر الكبير التي يجب العناية بها في مجال الثقافة والعمل للتغلب على عدد من المعيقات التي تهدد الثقافة وتحول دون ازدهارها وما أكثرها من معيقات في طليعتها الإمكانيات والتجهيزات والقاعات والبنايات وغير ذلك مما يجب أن تأخذه وزارة الثقافة في حسبانها بالنسبة لهذه المدينة ولهذا الإقليم إقليم العرائش الذي ضربت هذه الوزارة بمصالحه الثقافية عرض الحائط وتنكرت لواجباتها إزاءه فألغت مندوبية وزارة الثقافة، ناسية انه إقليم الأدباء والشعراء والفنانين والكتاب والعباقرة الأفذاذ متجاهلة انه إقليم الدكتور حسن الطريبق وإقليم محمد الخمار الكنوني وعبد السلام عامر  وعبد الصمد الكنفاوي واللائحة طويلة . أما وزارة الشبيبة والرياضة فربما لا توجد بصماتها بهذا الإقليم واكبر معرة لها هي دار الشباب بالقصر الكبير التي هي أشبه بعلبة عود الثقاب ..
***************

نبذة عن الكاتب

نشرت بواسطة kamachin على الجمعة, أغسطس 26, 2011. تحت سمات . يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال الدخول RSS 2.0. لا تتردد في ترك ردا على

By kamachin on الجمعة, أغسطس 26, 2011. تحت وسم . تابع اخبارنا على RSS 2.0. اترك رد على الموضوع

0 التعليقات for "ملف القصر الكبير جدل حول" المشاريع' التنموية كيف ينظر المثقفون لواقع الثقافة بمدينتهم ؟؟؟"

اترك الرد