نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
من سفراء مدينتنا : فاطمة الجباري أقحوانة القصر الكبير أوسيدة البيانو بالشاوية
من سفراء مدينتنا :
فاطمة الجباري أقحوانة القصر الكبير
أوسيدة البيانو بالشاوية
محمد كماشين
حين يأبى البعض منا الحديث عن نفسه كمظهر راق من مظاهر الخلق الرفيع والذي يسمو فوق النرجسية والإدعاء يكون من الحتمي علينا تسليط الضوء على سفراء صامتين لهذه المدينة – القصر الكبير – حيث يحلو لطوابير الكتبة ربطها بتمظهرات هي في الدرك الآخر،، حيث التردي ،الزيف ،الخيبة ..
والواقع أن لمدينتنا سفراء فوق العادة ،ما فتئوا يبرهنون عن حسن المحتد ونبل الرسالة ،غير متعصبين للمكان، معتبرين الوطن في كليته موطنهم ،حيث البذل والعطاء من أجل الآخرين .
من هؤلاء السيدة الأقحوانة "فاطمة الجباري" أو كما يطلق عليها البعض : "سيدة البيانو بالشاوية " سليلة بيت مشهود له بالعلم ،والوطنية ،والاستقامة، ونكران الذات ..في أجواء كهذه كانت صيحتها الأولى لتتشبع بالفن منذ نعومة أظافرها ولتلتحق بالمعهد الموسيقي بالمدينة في سن غضة ،،كيف لا والمعهد المذكور يعرف أقصى عنفوان عطائه بتواجد أساتذة مشهود لهم بالكفاءة العالية وطنيا، كالأستاذ ادريس الشرادي وغيره .
ولم يقتصر المسار الموسيقي الفني "لأقحوانة القصر الكبير" على مدينتها بل انتقل الى العرائش، ومكناس ،وكان من الضروري أن تترك بصمتها ذات الحيوية المفعمة بالجدية، ويكون التتويج شواهد عليا في مادة الصولفيج وآلة البيانو التي ترتبط بها ارتبطا صوفيا درجة الحلول .
اقتسام المشاعر والاهتمامات الطريق الأمثل لزواج سعيد ...شعار آمنت به فاطمة حتى وهي ترافق زوجها لعاصمة الشاوية ،حيث تابعت مسيرتها الفنية باندماجها وتعايشها مع خصوصية منطقة مغايرة للتربة التي درجت فوقها وهي صبية ،،،وهي يافعة بإحدى المعاهد ذات الخصوصية العلمية المحافظة .
1993- التحقت فاطمة بالمعهد الموسيقي البلدي بسطات، وبه قدمت تصورها البيداغوجي الاستراتيجي، صحبة آخرين لمعهد يتلمس ذاته في البداية ،ثم وهو في مصاف المعاهد الموسيقية المغربية يقارعها تنظيما وإنتاجا بفضل لمسات فاطمة وقوة شخصيتها ،وقدرتها على التواصل ذات الجاذبية سر نجاحها وتفوقها .
حتى وهي تخرج للعالم بفلذتي كبدها :عبد السلام وشقيقه، كان التمايز المفضي للتكامل ،،،فالأول ضمن " شمس الأصيل للطرب العربي " وبها نقش اسمه كعازف على البيانو لفرقة طفق اسمها خارج عصمة الشاوية ...والثاني اختار مسلك النغم الغربي، لتبقى الموسيقى في النهاية لغة واحدة .
في أحد أعداد " الأحداث المغربية " 3841 والصادر بتاريخ الاثنين 21 شتمبر 2009 وضمن سلسلة شخصية لها تاريخ، كتب عنها حسن حليم : " لم تكن احترافية فاطمة وحدها التي جعلت منها الأستاذة الفذة والأم المثالية، بل حبها وحنانها ..جميع التلاميذ يكنون لها الاحترام والحب ....لصيقة بالمعهد الموسيقي حيث جعلت منه بيتها الثاني تضحي بوقتها في سبيل استمرار هذه المؤسسة ..تظل تنتقل الى مدن بعيدة للبحث عن الكتب والمراجع لإغناء مكتبة المعهد ...تخرج على يد فاطمة عدد كبير من الشباب الذين صاروا الآن عازفين على آلة البيانو "..وكأنها تواصل حمل رسالة أسرة أخذت على عاتقها مهمة إنارة درب الآخرين غير طامعة في مجد غير حب وتقدير الآخرين ...ونعم المكافأة ./.