نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
فرع اتحاد كتاب المغرب بالقصر الكبير يحتفي بالشاعر عبد الكريم الطبال
فرع اتحاد كتاب المغرب بالقصر الكبير يحتفي بالشاعر عبد
الكريم الطبال
محمد كماشين
دشن فرع القصر الكبير لاتحاد كتاب المغرب سلسلة من
اللقاءات الإبداعية والنقدية حول تجارب في الكتابة المغربية تخص أجناس الشعر
والقصة والرواية ، وذلك تفعيلا لفقرات الدورة
الأولى من البرنامج الثقافي السنوي 2013 / 2014.
وقد أتى ذلك – على حد
تعبير المنظمين - إسهاما إلى جانب فعاليات ثقافية متعددة في تجديد النظر إلى
مكتسبات فعل الكتابة المغربية وآليات اشتغالها وتواصلها في زمن الانفجار الرقمي.
اللقاء الافتتاحي أقيم
ب "دار الثقافة " في أول تفاعل لها بعد إحداثها ، أداره صاحب رواية "أبو
حيان التوحيدي في طنجة " الروائي بهاء الدين الطود.
المبدع عبد الاله
المويسي رئيس فرع الاتحاد لم يخف افتتانه باللحظة التي تؤرخ للاحتفاء بالقيم
الجميلة ، والانتصار للشعر وشغبه القادر على العبور للأجيال اللاحقة .
الناقد الباحث نجيب العوفي قدم قراءة
نقدية في تجربة عبد الكريم الطبال فاعتبره صاحب ريادة زمنية انخرطت في تحديث
القصيدة المغربية لتصبح ذات علامة دالة عليه، تشهد على تطويره لتجربته حتى غدت
مقترنة بمفاهيم قيمية متميزة ...
الباحثة فاطمة الميموني اعتبرت كل حديث
عن الشاعر عبد الكريم الطبال هو حديث عن تاريخ الشعر المغربي المعاصر برصده بعض
سمات التجربة الشعرية المغربية .
لقد ساهم الطبال - تضيف الميموني - في تشييد صرح الثقافة
المغربية من خلال مسار يشهد بغنى متنوع لاتجاهات رومانسية ورمزية وصوفية ،وتعدد
التيمات من وجدانية ورمزية وذاتية ووطنية بمحافظتها في عمقها على نظم الامتداد في
الزمن .
إثر ذلك قامت الباحثة
الميموني بجولة صغيرة في حدائق الشاعر الذي استطاع أن يرسم عالمه الشعري قبل أن
يكبر ، ويكسر البناء التقليدي للقصيدة دون أن يتخلص من نظم اللغة الرومانسية ،مع
احتفائه بالإنسان والمكان بتكثيف على مستوى الدلالة من حيث لا يدري أهو يسكن اللغة
الصوفية أم هي التي تسكنه ؟.
الشهادات جاءت من
نقاد ومبدعين أسرهم الطبال الإنسان والشاعر،
فهذا الدكتور مصطفى الغرافي: يشير في تدخله على
الدروس التي يمكن للباحث المهتم بالإبداعية المغربية استخلاصها من التأمل في
التجربة الشعرية التي اجترحها عبد الكريم الطبال في دواوينه العديدة والمتنوعة وقد
أجملها في العناصر الآتية:
الإصرار على فعل الكتابة: لعل أهم ما يثير الناظر في شعر الطبال إصرار
الرجل على مواصلة الكتابة رغم تقدم السن والإكراهات التي تواجه المشتغل بحقل
الإبداع بصفة عامة والشعر على نحو أخص فبالإضافة إلى كساد سوق الشعر تشهد الساحة
الأدبية اكتظاظا واضحا بالشعراء وأشباه الشعراء ينضاف إلى ذلك عزوف القراء والنقاد
عن المتابعة الجادة لما يصدر من دواوين وقصائد لشعراء ومبدعين مغاربة.
البعد الإنساني:
يتجسد هذا البعد في نصوص
الطبال الشعرية منذ ديوانه المبكر "الطريق إلى الإنسان" حيث يحفل بالقيم
الجمالية التي تركز على إنسانية الإنسان. كما يحضر هنا البعد خارج النص متجسدا في
سلوك الشاعر الذي يحتفظ بعلاقات طيبة مع زملائه الشعراء كما يعلن هذا البعد عن
نفسه في حرص الطبال على التواصل المستمر مع قرائه من خلال حضوره المتواصل على شبكة
التواصل الاجتماعي.
الانفتاح على الشباب المبدع:
لعل أهم ما يميز الشاعر الطبال انفتاحه على الأصوات الشعرية الشابة من
خلال الاستجابة لدعواتهم والحضور إلى الندوات والأماسي التي يقيمونها احتفاء
بالإبداع المغربي والعربي. فالطبال لا يتعالى على المبدعين الذين يتلمسون أولى
الخطوات على درب الإبداع كما أنه على يفرض وصايته الإبداعية على الأصوات الشعرية
الجديدة. وقد كتب مقدمات لدواوين بعض الشباب المبدع منوها ومشجعا.
تلاقح التجارب الإبداعية:
يمكن اعتبار عبد الكريم الطبال أنموذجا للتواصل الإنساني والجمالي
الذي يرسخ تقاليد التواصل بين الأجيال المبدع والاستمرارية بين التجارب الشعرية،
حيث يشتكي المبدعون في المغرب من كون المشهد الإبداعي يتأسس على الانقطاع
والانفصال أكثر مما يتشيد على الاتصال وهو ما يطلق عليه البعض "الجحود
المغربي" ذلك أن الجيل السابق لا
يحتضن الأصوات الجديدة بقدر ما يتجاهلها مما يدفع بالشباب إلى التمرد على
الآباء المؤسسين ويتنكر لمنجزهم.
وقد استخلص في الختام أن
المغرب الشعري بخير معربا عن أمنيته في أن يشهد المغرب بزوغ قمم شعرية تحلق
به إلى مصاف العالمية وهو ما يتطلب ارتفاع الشعر المغربي إلى مستوى "الظاهرة "
كما دعا الباحث نقاد الأدب في المغرب إلى الاهتمام بالإبداع المغربي من أجل الكشف
واكتشاف المناطق المشرقة والمضيئة في الإبداعية المغربية.
المبدع محمد
بنقدور الوهراني خاطب عبد الكريم
الطبال: الذين
يدّعون أن القصيدة المغربية لا تقول شيئا مدعوون لقراءة شعرك ليستنتجوا أن قصيدتك
لا تقول بل ترى، وشتان بين مقامَيِ القول والرؤيا !... إن قصيدتك ترى ما لا يراه
الآخر منا بعين فالتة ، بعين الشاعر الحق.
الزرقة بمستوياتها المائية الصوفية ،والجدارية المكانية كانت تيمة استقراء ممتع من لدن الناقد الوهراني ، ولعلها
دفعت الشاعر عبد الرزاق الصمدي إلى الاعتراف بأنه كلما قرأ شذرة من شذرات الطبال يصعب عليه الإمساك
بأوثارها الوازنة معتبرا الشاعر من مؤسسي القصيدة المغربية الحديثة بأفق يتفاعل مع
المتن الصوفي بعباراته الصغيرة الدالة ، كحاله مع الماء " يصطفي خلوة الغاب ،
يتخطى خطى الماء ، يرسم الماء ، يحمل الماء ، يتقطر الماء خفيفا من قصيدة "
على حد بوح المبدعة أمل الأخضر .أفق
ا
الروائي رشيد الجلولي لم يغارد (خوف) ه ورأى في ستين سنة من
الكتابة الشعرية عند الطبال موتا ، لكن شاعرنا مصر على البحث عن لغز ما ، يتعالى عن جميع المفاهيم
..عن معنى الحياة .
القاص الأديب حسن اليملاحي بعدما بسط عينات من دواوين وسرديات
الطبال :
" البستان" و
عابر سبيل و"الطريق إلى الإنسان" و" و"كتاب الرمل" وكذا
سيرته الذاتية" فراشات هاربة" .
استنتج أنه ، من شأنها
أن توضح لدى القارىء طبيعة ومكانة الرجل
في المشهد الشعري المغربي، وخريطة الشعر العربي ككل. وهي الطبيعة التي ما تزال
تشغل الكثير من الباحثين والدارسين للشعرالمغربي من خلال تجربة عبد الكريم الطبال،
إما عبر البحوث، أو الأطاريح الجامعية المختلفة من حيث الموضوعات التي يتم إنجازها
في جامعات مغربية متفرقة.
إن الحديث عن سي"
عبد الكريم" – يضيف حسن اليملاحي - يرتبط في ذاكرة تلقي الشعر المغربي، في
ذلك الجهد الواضح الذي بذله الشاعر في سبيل تطوير الشعر المغربي الحديث، لينضاف إلى جهودات الشاعر الراحل" محمد
الخمار الكنوني" و" أحمد المجاطي" و" محمد السرغيني".
والواضح أن هذا الارتباط بالشعر لدى عبد الكريم،
من حيث المنجز بكل ما يحمله من دلالات ودينامية لم يتوقف أبدا، بل امتد طوال مراحل
حياة الرجل.
-
الشتلة / الأيقونة حماس
المويسي بعثرت طفولتها أريجا على أعتاب الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال فكان مسك
ختام اليوم الأول من اللقاء الافتتاحي لسلسلة لقاءات فرع اتحاد كتاب المغرب بالقصر
الكبير .