نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
في حوار مع الشاعرة المبدعة أمل الطريبق : تجارب النساء الإبداعية متفردة ومتميزة بخصوصياتها فهي تنبع من الذات والشعور المقاومة للآخر المتسلط عليها وتتشكل من صور مستوحاة من عوالمهن الخفية التي مازالت مستترة ونائية عن قاصديها
في حوار
مع الشاعرة المبدعة أمل الطريبق :
تجارب النساء الإبداعية متفردة ومتميزة بخصوصياتها فهي تنبع من الذات
والشعور المقاومة للآخر المتسلط عليها
وتتشكل من صور مستوحاة من عوالمهن الخفية التي مازالت مستترة ونائية عن قاصديها
.
حاورها : محمد كماشين
1) ارتبط اسم أمل الطريبق بالشعر، كيف جاء هذا الاختيار؟
ـ ارتباطي بالشعر ليس
اختيارا، بل امتدادا لأسرة مبدعة وجدت نفسها تعبر عن عوالم أناها الداخلية، وعن
رؤاها للواقع، وعن انفعالها بأشياء الحياة اليومية، وبمختلف القضايا المحلية،
الوطنية، والقومية بهذه الصيغة الإبداعية الأجمل بين الأشكال التعبيرية الأخرى،
والأكثر انتشارا في الكون، والأقدم في حياة الشعوب وباختصار فأمل الشاعرة ثمرة
موهبة أصيلة بمحيط متجذر في التراث الشعري الإنساني.
2) لو لم تكن أمل
شاعرة؟
ـ يمكن أن أنفتح على
فنون أخرى مجاورة للشعر كالرسم ،كالموسيقى
، لكن لا يمكن أن أتنازل عن الشعر لأنه بالنسبة لي رئة ثالثة أتنفس من خلالها
الصفاء الرقة والعذوبة، وهو نافذة أطل منها على عالم من الرؤى والصور الجميلة
والأحلام والقيم النبيلة التي تمنحني
إحساسا جميلا بالحياة.
3) الكثيرون يعتبرون
المنجز الأدبي المطبوع "شهادة ميلاد" لماذا تأخرت هذه الولادة؟
ـ ولادتي كانت يوم
داهمتني القصيدة بجمالها وبفتنتها، لتعبر عن إحساس لذيذ بالحياة أو لتعلن حالة
شعرية متشبعة بالقراءات، فمنذ زمن طويل وأنا أقترف فعل الكتابة مما راكم قصائد
تحتاج إلى تدوين وانتشار، وحاليا أهيئ مجموعتين شعريتين للطبع أمل أن تروق مبدعي
ومثقفي مدينة القصر الكبير لأني أعتز بشهادتهم وأعتبرها شهادة ميلاد أصلية، وربما
تأخري عن طبع عملي الشعري يرجع إلى إحساسي بالمسؤولية تجاه الفعل الإبداعي الوطني،
وإلى تقديري للمتلقي الذي يجب أن نقدم له عملا كاملا وناضجا.
4) ماذا عن أمل
الإنسانة؟
ـ أمل إنسانة بسيطة
تلقائية غير متصنعة أو متكلفة تؤمن بقيم الإنسانة وبمناقبها، وتتمثلها في سلوكاتها
وتصرفاتها لتساهم من موقعها كمواطنة، وكمدرسة، وكمبدعة وكمناضلة وكجمعوية في نشر
قيم الأمن والسلام والاستقرار داخل المجتمع.
5) اخترتم لحياتكم
مسارات أخرى غير الشعر.. أمل الطريبق الجمعوية؟
ـ أعتقد أن الانخراط
في العمل الجمعوي الجاد يسعف على المساهمة الفعالة في خلق دينامية داخل المجتمع
على مستويات عدة (اجتماعية، ثقافية، إبداعية، رياضية، بيئية ) وينص الفصل الثاني
عشر من الدستور على أن الجمعيات تساهم في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات
المنتخبة وفق مقاربة ديمقراطية وتشاركية وسعيا لتفعيلها وتطبيقها تجدني انخرط في العمل الجمعوي عبر إطارات منظمة كنادي
الصحافة والاتصال بالقصر الكبير على سبيل المثال لا الحصر.
6) يقال السياسة
تقتل الشعر؟ لكن البعض يرفض هذا الرأي!! رأيكم؟
ـ أنا لا أتفق مع هذا
الرأي لأن معظم الشعراء مارسوا السياسة في مختلف الأزمنة والعصور، ويكفي أن نذكر
شاعرا كبيرا كمحمد الماغوط الذي لم يثر على الشكل التقليدي الشعري فحسب، وإنما
ثارأيضا ضد مظاهر الفساد والظلم والاستبداد معبرا في قصائده عن توقه للأمن
وللكرامة وللطعام وللحرية، وبسبب مواقفه الجريئة الفاضحة للواقع السوري المهترئ
والمعرية عن عوراته تعرض للاعتقال ،، وعلى العموم فالكتابة أقوى من أن تقتل
،أستعير قولة لفرانز كافكا "أن تكتب
يعني أن تهجر معسكر القتلة" قتلة الوقت والجمال والقيم والثقافة والإنسانية.
7) الحركة الشعرية
المغربية كيف تقيمينها؟
ـ المشهد الشعري
الوطني زاخر بالتجارب الشعرية وغني بالإبداعات والانتاجات التي نالت حظا وافرا من
القراءة والتفاعل، ولكن هناك انتاجات تحتاج إلى اهتمام ودعم وتشجيع لينفض عنها
الغبار وتبعث من جديد، ومع تعدد الشعراء المغاربة، وتباين رؤاهم واختلاف اشكالهم
التعبيرية من الشكل التقليدي إلى الحداثي، ومن اللغة العربية إلى الأمازيغية إلى
الحسانية إلى اللغة الاجنبية ، يصعب علي
تقييم الحركة الشعرية المغربية بالدقة
الكافية، وبالموضوعية المطلوبة، وأعتقد أن النقاد والأكاديميين أولى بهذا العمل من
غيرهم، ومن هذا المنبر الإعلامي المتميز أوجه لهم الدعوى لمواكبة الأعمال الشعرية
المغربية للإسهام في إثرائها وتدعيمها وتعزيز حضورها سواء في المغرب أو في العالم
بأسره.
8) ماذا عن المشهد
الثقافي المحلي؟
ـ
الإنتاج الشعري متواصل بمدينة القصر الكبير، وحاضر بقوة في مختلف الفضاءات
الثقافية والمنابر الإعلامية فعلى امتداد حقب وأجيال تطالعنا أسماء مشعة في سماء
الشعر كمحمد الخمار الكنوني الذي يعتبر من الرواد الذين انفتحوا على تجربة الشعر
الحر، وكحسن الشريف الطريبق الذي ساهم
بقوة في إغناء تجربة الشعر المسرحي بالمغرب دون أن نغفل التجارب الشعرية الرصينة
الطافحة بالوطنية، وبالقيم الإنسانية النبيلة للشعراء مصطفى الطريبق محمد عفيف
العرائشي، محمد الخباز، الصادق الشاوي... إلخ .