نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
الزعيم وفقراء المدينة
الزعيم وفقراء المدينة
..
ذ/ عبد المالك يشو
أيتها الفقيرات المناضلات أيها الفقراء المناضلون، أين هم أغنياء المدينة؟؟ كفى من الاكتتاب لأداء مصاريف إقامتي وتغذيتي وسجائري و باقي الشهيوات...كفى من الرسائل المغلقة وبكاء البؤساء، كفى من دعوة العاطلين والمرضى وأصحاب السوابق..
في بيت
منزل لا يتسع إلا لعدد أعضاء مكتب الفرع وعائلة العضو الأكبر سنا والأصغر بؤسا
وحزنا..ونحن نستنشق عطرا ودخان سجائر الحداثة المستوردة، والزعيم يستنشق روائح موسمية من
العطر الرخيص الممزوج بفشل صفقة النظافة.. نسترق السمع لخطاب الزعيم وتوجيهاته
ومطالبه استعدادا لحمل الحقيبة وتغليف الحقيقة..
اسكت أنت
يا فقير يا بئيس اسمع كلام الأغنياء واستنشق عطر الأنبياء.. أي توظيف للدين
والثروة والروائح، أي استهتار بأحلام البؤساء الفقراء.. وهو يرتشف ما تبقى من
الدخان و الثفالة، باطمئنان على حافظته ومفاتيح قصره النحاسي، مستعجلا الخروج من
بيت الفقراء ليلتحق من حيث أتى في انتظار لائحة الأغنياء والوصايا العشر لبعض
الأنبياء والرسل، ربما خوفا من يوم القيامة أو من يوم الاقتراع رغم طمأنته من طرف
الدرك البحري والبري والسماوي...
اختلف الفقراء،
اتفق بعض البؤساء على اقتسام غني من الأغنياء الجدد وتقديمه في احتفالية ممون
الحفلات..عاد الزعيم بسرعة إلى المنصة، لم ينصت له أحدا لأن الجميع كان منشغلا
بالسلام على الممون، وأخذ صور الحب والعشق العابر للقارات، والتوقيع على البياض
بفرحة العيد " الصغير " وكأنه آخر أيام رمضان..
إنه في
بدايته يا أغبياء وبؤساء المدينة !!! إنها لعبة الطبقات الاجتماعية المختلفة على
مائدة الغني زمانه؟؟؟