نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
تداعيات الوقفة الاحتجاجية لأساتذة الثانوية المحمدية بالقصر الكبير
تداعيات
الوقفة الاحتجاجية لأساتذة الثانوية المحمدية بالقصر الكبير
ذ/ عبد النبي
قنديل
نظم أساتذة الثانوية التأهيلية المحمدية بالقصر الكبير يوم الخميس 27 نونبر 2014 وقفة احتجاجية على الأوضاع المزرية التي آلت إليها الثانوية، وكما كان متوقعا فقد خلفت الوقفة ردود فعل كبيرة أجمعت على ضرورة إعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية.
ولكن من بين ردرود الفعل التي وجب الوقوف عندها محاولة كبت صوت الوقفة داخل أسوار الثانوية، وتسويقها على أنها وقفة للأساتذة ضد إدارة المؤسسة، وهذا الأمر عار عن الصحة تماما، لأنها في حقيقة الأمر وقفة من الأساتذة إلى جانب إدارة المؤسسة، فالطرفان يعانيان من نفس المشاكل، ولم يلجأ الأساتذة إلى الاحتجاج إلا بعد أن بُح صوت الإدارة من أجل إيصال هذه المطالب إلى الجهات المسؤولة. فالإدارة سبق وأن أخبرت النيابة بانهيار جزء من سقف قاعة الأساتذة منبهة إلى أن "سقوط ما تبقى من تلبيس السقف وارد في كل لحظة، ويشكل خطرا حقيقيا على العاملين بالمؤسسة من أساتذة وإداريين" كما راسلت أكثر من مرة بخصوص النقص في التجهيزات الذي تعاني منها الثانوية (السبورات، الطاولات، العدة التربوية للدخول المدرسي 2014-2015، الحواسيب، الطابعات، آلات النسخ...)، ومن أجل "إصلاح الشبكة الكهربائية بالبناية -ب- عاجلا لأنها "تشكل خطرا واردا على ملفات التلاميذ"، كما راسل السيد المدير جهات مختلفة كالمجلس البلدي وبرلمانيي المدينة من أجل التدخل كذلك. بالإضافة إلى أن جمعية الآباء لا تألو جهدا من أجل النهوض بالمؤسسة والارتقاء بها نحو الأفضل، وقد أجرت بدورها العديد من الاتصالات من أجل التدخل لإصلاح المؤسسة ولكن دون جدوى.
إذن هذا هو السياق الحقيقي لوقفة الأساتذة، وقفة من أجل كرامة الأستاذ وهيبته داخل المؤسسة وخارجها، وقفة من أجل إصلاح المؤسسة وإعادة الاعتبار لها، وقفة من أجل تزويدها بالوسائل والتجهيزات الضرورية، وقفة من أجل تعزيز الطاقم الإداري والأمن الخاص بموارد بشرية جديدة حتى تتمكن من أداء عملها في ظروف أفضل، وقفة من أجل التلميذات اللواتي يتعرضن إلى السرقة صباح مساء في محيط المؤسسة، وقفة من أجل التلاميذ الذين اضطروا إلى حمل الأسلحة البيضاء قبل الدفاتر والكتب حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وزملائهم ضد بعض اللصوص والمتسكعين جوار المؤسسة.
ولكن الغريب في الأمر هو ردة فعل بعض الجهات التي يفترض فيها أن تكون في صدارة المدافعين عن هذه المؤسسة وطاقمها الإداري والتربوي وحوالي 2400 تلميذ وتلميذة من أبناء هذه المدينة العزيزة، وجدناهم يكيلون الاتهامات مجانا للسادة الأساتذة المشاركين في الوقفة، والأغرب منه هو ردة فعل الجهات المسؤولة التي تجاهلت تماما مطالب السادة الأساتذة والخطر الحقيقي الذي يتهددهم.