نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
تحالف العدالة والأصالة في انتخابات المجلس الإقليمي، المواقف والمبادئ؟ ذ/ سليمان عربوش
تحالف العدالة والأصالة في انتخابات المجلس
الإقليمي، المواقف والمبادئ؟
ذ/ سليمان عربوش
اتذكر في أواسط الثمانينات حين قال الحسن
الثاني رحمه الله للمغاربة، من ذكر القضية الفلسطينية سألطخ باب بيته بالشيء الذي
لا يذكر، جاء ذلك الغضب الملكي، بعد أن صرح رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر
عرفات، أثناء زيارته للجزائر واستقباله لزعيم الانفصاليين، وتشبيهه حالة
الصحراويين بما يعانيه الفلسطينيون في أرضهم المحتلة من طرف إسرائيل. اثناءها استقبل الملك الراحل الصحفيين، وأراد
أحدهم أن يضعه في الحرج، وسأله كيف أن جلالتك رئيس للجنة القدس وتأمر المغاربة أن
يقاطعوا الفلسطينيين، ورد عليهم الملك الداهية، أنا لست رجل مواقف بل 'رجل'
بمبادئ، ومن هذه الناحية، أنا مع قضية العرب الأولى ومبادئي لاتتبدل. ولعلها من الأشياء التي ترسخت في ذهني من
حينه، حتى أنني لا أغير حتى مكاني، فبالأحرى مبادئي، وكنت في مرات عديدة أقول
وأكتب عن حزب العدالة والتنمية-وأعني الناس المنتمين إليه- أنهم كجميع الأحزاب
الأخرى، فمن أجل المناصب يمكن لهؤلاء أن يبيعوا جلد الدب قبل اصطياده، ويمكنهم
ممارسة الكذب والصدق والنفاق مجتمعا، كما نفعل نحن السفلة المخلوضين والفاسدين في
مرج التماسيح، في أحزابنا، وكذلك من هم في جميع الأحزاب. وقد تأكدت لي هاته القناعة في وقائع حدثت في
أماكن متعددة، ووقعت في اليوم الذي صادف انتخاب مكتب المجلس الإقليمي بالعرائش،
فعند أول اتصال وصلني من العمالة يخبرني أن تحالفا بين المصباح والجرار قد تم من
أجل تمكين مرشح الجرار من رأسة المجلس الإقليمي، لم اصدق في البداية وظننت أن
الرجل يريد أن -يزلقني- فالبيجديون سبق لهم أن قطعوا وعدا بأن لا يتحالفوا مع
المفسدين، ولم يستثنوا منه أحدا، لكن مع توالي الإتصالات احيطت علما بأن الخبر
صحيح ولا يعتريه الشك، لقد وضع السياسيون المؤمنون أياديهم بعضا في بعض مع هؤلاء
الذين وصفوهم في مناسبات كثيرة بشتى النعوت، من مصاصي دماء المغاربة لى تجار
المخدرات وكل ما يحويه قاموس -بوخرارو- كما جاء بنقرات أحد القيمين على المجال
الإعلامي المدجنين للعمل الصحفي فقط لمدح أبناء بنكيران من محبرة المصباح، بينما
في هذه النازلة لا نرى لهم رأيا. ومن خلال متابعتي لنقرات هؤلاء الكتبة، كنت رغم الخلاف
معهم أحسدهم على الأقل في تشبتهم بمبادئهم التي لا يبغون عنها حولا، وحتى عندما
أريد أن انتقدهم كنت أخشى أن لا يصدقني أحد. والذي حدث في السادسة والعشرين من شتنبر خلال
انتخاب مكتب المجلس الإقليمي ليس أمرا مشينا من طرف حزب العدالة والتنمية، لكن فقط
نريد أن يستوي الفعل السياسي لهؤلاء على نمط يستقر عليه المتلقين وعموم المواطنين
المغاربة المخدوعين، ومبادئ الممارسة كل لا يتجزأ ليس مرة حلال وفي أخرى حرام.