نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
خاص : إطلالة على حياة المقاوم الحاج محمد بن العياشي الخطيب 529003. بمناسبة تأبينه من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومة وجيش التحرير بمدينة القصر القصر الكبير
خاص : إطلالة على حياة المقاوم الحاج محمد بن العياشي الخطيب 529003.
بمناسبة تأبينه من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومة وجيش التحرير بمدينة
القصر القصر الكبير
بحضور المندوب السامي مصطفى الكثيري ووفد هام..
بقلم
الأستاذ الباحث محمد أخريف
إن إحياء
مثل هذه الذكريات هي التي تعلم هذا الجيل الذي لم يعاصر تلك التضحيات التي قدمها
جيل الاستقلال والمقاومة، كيف يواجه التحديات للحفاظ على وحدة ترابنا من خلال
معادلة الشعب والعرش. وهذه الذكريات هي التي تكريس الثقة بالنفس لدى جيلنا، لأنها
إحدى ثروات أمتنا بقيمها الوطنية والمعنوية والحضارية.
1 - المولد
والنشأة:
ولد المرحوم
بمدشر حندق الحمراء فرقة اللوطاويين جماعة تطفت حاليا سنة 1933. وتوفي مساء يوم
الخميس 21 ابريل سنة 2016، و دفن بعد الصلاة الظهر عليه يوم الجمعة بمسجد وادي
المخازن، في مقبرة شهداء المقاومة بمولاي علي بن أبي غالب. والمرحوم متزوج من السيدة فاطمة بنت أحمد الخطيب
التي خلف معها ستة أبناء ثلاثة ذكور وثلاث إناث.
وأسرة الخطيب التي ينتمي إليها المرحوم تتوفر
على عدة وثائق تثبت شرفها ومكانتها العلمية في قبيلة أهل سريف. هذه القبيلة التي
لعبت أدوارا مهة في الميدانين العلمي الجهادي ضد المحتل الأجنبي، و كان انخراطها في
الحركة الوطنية مبكرا. وكان سكان المدشر
على اتصال بالقصر الكبير الذي أصبح
قاعد لتجمع المقاومين والفدائيين الذين هاجروا إلى المنطقة الخليفية
آنذاك، بعد قمع انتفاضة كاريان سنطرال 7 دجنبر
من سنة 1952، ونفي السلطان سيدي محمد بن يوسف في 20 غشت 1953، وتنفيذ
الإعدام في بطل الكفاح المسلح الشعبي أحمد الحنصالي في 26 نونبر 1953.
وبعد هذه الأحداث أصبح القصرالكبير ملجأ للمقاومين لنشر فكرة المقاومة والتدريب
وجمع الأسلحة، ونقلها
إلى الجنوب أي المنطقة السلطانية، واشتغل
بعضهم بمهن مختلفة لإخفاء هدفهم، ومنهم:
المقاوم عبد العزيز
الماسي الذي تنكر وراء مهنته الدلالة، والمقاوم بنحمدون، والمقاوم الحسين
الزموري وهو الذي سيصبح قائد المائة على رأس منطقتي
تاونات وورغة الكبرى، والمقاوم محمد السباعي المعروف ببركاتو الذي كانت له
مقهى الفدائيين أسفل بناية الأحباس حاليا، والمقاوم الحسن الدكالي "
العرائشي" الذي ألف كتابا بعنوان "انطلاق المقاومة المغربية
وتطورها" ونشط كثيرا في منطقة القنيطرة. والمقاوم العربي الزموري من
الجديدة، الذي كان رقيبا في الجيش الفرنسي قبل مجيئه للقصر، وهو الذي سيقوم بتدريب
المقاومين على استعمال الأسلحة، وسينتقل لاحقا إلى بني زروال للعمل مع محمد بن
علي المكناسي، والخصاصي، والمقاوم مولاي الطيب من آسفي،
والمقاوم أحمد الحساني، والمقاوم محمد
بن علي المكناسي الذي سيصبح قائد المقاومة في بني زروال، وأصبح عاملا في
العرائش ثم الجديدة، والسيد لحسن الوكيلي، والمقاوم عبد الله الصنهاجي الذي
ودع الزرقطوني من أجل الهجرة للشمال بتاريخ 14/01/1954. وصديقه بريك وقد كانا في
دكان مقابل مقهى الجلدة أمام ساحة مولاي المهدي يبيعان الحليب والرايب والحلويات
ويبحثان عن الأسلحة، والصنهاجي هذا من المؤسسين الرئيسيين لجيش التحرير في
الناظور، ومما قاله في القصر الكبير[1]:
(( وأثناء وجودي في القصر الكبير وسط الجماعة الأولى المذكورة
بدأت بواسطتهم عمية الاتصال التي شملت المدينة كلها وامتدت إلى القبائل المجاورة
لها، وبفضل ذلك استطعت التعرف على العناصر الوطنية في القبائل المجاورة لهذه
المدينة المجاهدة وكونت منهم خلايا سرية تمهيدا لمعركة المقاومة في هذه الجهة،
وأذكر من هؤلاء الرجال الذين اتصلت بهم من أجل هذه الغاية وهم السادة: محمد
الغزاوي، وعبد السلام السريفي من قبيلة أهل سريف وهو شخصية مشهورة في هذه القبيلة،
والحاج عبد الله، من نفس القبيلة ومجموعة من رجال القبائل الأخرى من الذين دربناهم
على استعمال السلاح في الرماكز السرية بالمدينة، وتولى رئاستهم بعد ما ذهبت إلى
الناظور العربي بن عمر الزموري ...)132.
ويضيف (( ويرجع الفضل
في ضمان وجودي بمدينة القصر الكبير إلى جماعة من الوطنيين الغيورين وهم السادة:
عبد الله الناصري، وأصله من دكالة إقليم الجديدة، والحاج عبد الله الغماري الخياط،
والشريف الحراق وهو تاجر من سكان المدينة، والحاج عبد السلام الشاوي وهو تاجر
أيضا، ومحمد بن إبراهيم الشتوكي السوسي وهو تاجر أيضا، هؤلاء الرجال الذين أبلوا
البلاء الحسن فيما بعد في ميدان المقاومة وفي إيجاد الأسلحة والذخيرة التي بعثناها
إلى كل من مدن القنيطرة وسلا والرباط والدار البيضاء، على يد المقاوم المشهور
مولاي علي السباعي الساكن بالقنيطرة..) 129.
ويضيف قائلا: ( شاهدت
مجموعة من الوطنيين في هذه المدينة يقدمون إلى علال الفاسي شيكات بنكية بمبالغ
مالية كنت أظنها مساعدة منهم للجهاد، واتذكر من هؤلاء الوطنيين الحاج التهمي
بنجلون، الوطني المشهور في القصر الكبير، واخوه أحمد بنجلون، والحاج محمد احسيسن،
وأحمد الجباري، وأحمد الفاسي، وعدد من الوطنيين الغيورين الآخرين..) مذكرات
الصنهاجي.. ص. ص. 204-203).
ويقول الصنهاجي في العرائش والقصر:
( الذين سبق أن بعثناهم
إلى الشمال بشهرين وهم: عبد العزيز الماسي السوسي من إقليم تيزنيت، والمحجوب
التيفنوتي من إقليم ورزازات، وسعيد بن الحاج عبد الله المانوزي السوسي، وسليمان
العرائشي الذي بعثناه إلى الدار البيضاء ليبلغ رفيقنا محمد الزرقطوني بسلامة
وصولنا وليبعثوا إلينا بالإخوة الذين
تركناهم في الدار البيضاء، والذين كانوا متهمين في قضية قنبلة السوق المركزي وقضية
مركز المقاومة في لارميطاج، وهم السادة : مولاي الطيب الامراني من تازة ”الذي
انتقل إلى القصر“، والحسن السكوري، وعبد الله
الزناكي الفكيكي، ومحمد بنموسى مفجر قنبلة السوق المركزي بالدار البيضا..))
-127 -126. وغيرهم من الفدائيين الذين لقوا من القصريين كل الترحيب والدعم، وهؤلاء
هم الذين غرسوا روح المقاومة والنضال بتعاون مع العناصر المحلية. ونضيف إليهم، عبد
النبي مطرب، وأحمد الحساني الذي كان بالقصر الكبير والتحق بالعرائش، وعبد الله
الدفلاوي، وأحمد أمكرود، واب الغزوي، وهؤلاء هم الذين غرسوا روح المقاومة والنضال بتعاون مع العناصرالمحلية.
وكان لهذه المجموعة إشعاع كبير في المناطق الجبلية، وكان لهم أتصال مع المجندين في
الجيش الإسباني ومنهم المرحوم الحاج محمد الخطيب الذي كان قد التحق بالجيش الإسباني سنة 1950.
2 - انضمامه المقاومة
وجيش التحرير:
كان انضمامه إلى المقاومة عن طريق عناصر بمدشره الذين كان لهم اتصال بمجموعة المقاومين بالقصر
الكبير ومنهم: المرحوم علي الزروالي، والمقاوم المختار الخطيب، هذا الأخير الذي شارك في نقل الأسلحم من فندق محمد الغواوي بالقصر الكبير بتنسيق مع المقاوم عبد السلام الجرفطي، ومشركة المقاومين أحمد
البيضاوي، وعبد لله القرقري، وخاي الهاشمي، عبر خندق الحمراء إلى منزل المقاوم لحسن افريعن، ثم انتقلوا إلى منزل عبد السلام
الفاسي بدوار
ميمونة ثم التقوا بخلية بني محمد برهونة، وهناك التقو بالجنود الفارين من المعسكر
الإسباني ومنهم المرحوم الحاج محمد
الخطيب، ومحمد البقالي المصحوبين بالأسلحة التي هربوها. ثم انتقلوا جميها إلى دوار الخيليين بقبيلة
غزاوة ن واتصلو بالتيال ومحمد الحريشي، وبن المختار ثم واصلو الطريق إلى قبيلة بني مسارة وبني
زروال، والتقوا بالشاف ابن خدي الذي رافقهم إلى إلى فرقة بني زروال بقيادة محمد بن علي المكناسي ونائبه احمد الخصاصي والعربي الزموري.
شارك
المرحوم مع هذه الفرقة في عدة معارك في كل من غفساي، وباب مراكلو، وودكة، والغديرة
الزرقاء التي جرح
فيها المرحوم. وانضم المرحوم إلى القوات المسلحة المغربية بعد تأسيسها، وشارك في الصراع
المسلح الذي اندلع بين المغرب والجزائر في أكتوبر سنة 1963 الذي أطلق عليه "حرب الرمال".
ثم شارك في الدفاع عن الوحدة
الترابية ضد عصابة البوليزاريو سنة 1975. وأحيل على المعاش سنة 1980برتبة رقيب. وكان للمرحوم مكانة هامة في أسرة
المقاومة وجيش التحرية، فقد كان عضوا في المجلسين التابعين لهذه الهيئة محليا
وإقيميا، وسبق تكريمه في عدة مناسبات بكل
من: مكناس، وطنجة، والعرائش، القصر الكبير.
وكان له تقدير حاص من طرق المندوب السامي الأستاذ مصطفى الكثيري الذي زاره
مرارا في منزله للاطمئنان على حالته الصحية.
3 - نضاله السياسي:
تفرغ المرحوم بعد تقاعده للنضال السياسي في صفوف الاتحاد الاشتراكي مصحوبا
بأبنائه وزوجته وعائلته، وكان حاضرا دوما معنا
في جميع المحطات النضالية والاستحقاقات الانتحابية، كان يقوم بالتنسيق بين فرع
الحزب بالقصر والمقاموين الموجودين بالمدينة والبادية، وله اتصالات واسعة مع تجار المدينة، عمل على
الحفاظ على الوحدة داخل الحزب. وكان مدافعا صلبا عن الكنفدرالية الديموقراطية
للشغل، ثم عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل بعد تأسيسها.
من أبيات سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت أنَّ
السَلامَةَ فيهـا تَركُ ما فيهـا
لا دارَ لِلمَرءِ
بَعدَ المـَوتِ يَسكُنُهــا إِلّا
الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَنـاها بِخَيرٍ
طـابَ مَسكَنُـهـــا وَإِن بَناها
بِشَرٍّ خـابَ بـانيهـا
رحم الله
فقيد المقاموة وحزب الاتحاد الاشتراكي بالقصر والكتابة الإقليمة بالعرائش والقصر،
وبهذه المناسبة نعيد تعازينا لأسرة الفقيد
باسم الحزب ومقاومي المدينة، داعين له بالمغفرة والرضوان،
ولأسرته الكريمة بالصبر والسلوان، إنه مجيب الدعوات.
" وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد أخريف صديق
المرحوم.
ورئيس
جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير.
[1] - مذاكرات في تاريخ حركة
المقاومة وجيش التحرير المغربي. مطبعة فضالة المحمدية. 1987. ص. 126-127- 129 –
132 – 203-204.