نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
الخاسر الأكبر
الخاسر الأكبر....
ذ/
ياسين حريضي
الانتخابات لعبة معقدة لا يفهمها الا العقلاء شانها شأن
السياسة التي تقتضي احتراف فن الممكن ، قد يقول قائل وهو يقرأ العنوان للوهلة
الاولى ان الامر يتعلق باحد الخاسرين في الانتخابات الجماعية الحالية،وقد يجتهد
المجتهدون ليقولوا ان "سعيد خيرون" هو اكبر الخاسرين و من بعده حزب
العدالة والتنمية بحكم انه لم يحضى برئاسة المجلس البلدي او حتى مجلس جهة طنجة تطوان
الحسيمة كما كان يعتقد الكثيرون،و قد يذهب المجتهدون كذلك الى القول بان
"احمد بكور" هو الخاسر الاكبر لانه كان قاب قوسين او ادنى من كرسي
الرئاسة قبل ان ينقلب السحر على الساحر ويجد نفسه في المعارضة،وحتى نقفل باب
الاجتهاد والتأويل فلا هذا ولاذاك هو الخاسر الاكبر فكل واحد منهم ادى دوره
السياسي و الانتخابي و حتى التفاوضي على اكمل وجه لكن لم يحالفهم الحظ هذا الاخير
الذي اختار الارتماء في احضان "الحاج محمد السيمو "ليهب له فرصة العمر
للظفر بشرف رئاسة المجلس البلدي والذي كان يحلم به لسنين عديدة فلكل مجتهد نصيب كما
يقال ،وحتى الطوح السياسي يبقى حق مشروع لكل مواطن يري في نفسه القدرة على تسيير
الشأن المحلي،لكن في اعتقادي الشخصي فان الخاسر الاكبر قد يكون ساكنة القصر الكبير
التي عانت لسنوات من التهميش والاقصاء سواء على المستوى المركزي او حتى المحلي
ربما كان قدر الساكنة ان يكون مصيرها التهميش لكنها انتفضت ضد الواقع العنيد الذي
ارتفع وانفتح باب الامل من جديد بعدما سدت في وجههم كل المنافذ و الابواب جراء سوء
تذبير و تقدير لخصوصية المرحلة الراهنة للساكنة وتطلعه نحو التغيير و الافضل من
طرف المجلس البلدي المنتهية ولايته الأمر الذي سرع بسقوطه،لكنى اخشى ما اخشاه ان
تكون الساكنة هي الخاسر الاكبر اذا لم يقم المجلس الحالي برئاسة "الحاج محد
السيمو"و هو المعروف بشعبيته و قربه من المواطن البسيط ،هذا المجلس الذي عليه
ان يقطع مع كل ممارسات الماضي الغابر التي اتسمت بالانحياز لفئة اتباع الحزب
الحاكم واقصاء الباقي ،فقد اصبح لزاما على المجلس الحالي فتح الباب امام الخصوم
قبل الحلفاء وقضاء مصالح الجميع دون اقصاء او تصفية حسابات او حتى الكيل بمكيالين
فالمجلس البلدي يبقى مرفق عمومي وضع لقضاء مصالح دافعي الضرائب تكريسا للمساواة
والشفافية،وفي اطار التذبير الحر للمرفق مع اشراك كل الفاعلين في اتخاذ القرار بعد
الاستماع الى نبض الشارع وتطلعات الساكنة،بالمقابل اخشى ما اخشاه ان لاتقوم
المعارضة بدورها المحوري في المراقبة و التوجيه وتعتمد على منطق العرقلة او كما
يقول المغاربة "العصى في الرويضة"وتوقف بذلك عجلة التنمية التي تنتظرها
اشواط طويلة لامجال فيها للعرقلة خصوصا اذا علمنا انها ستكون معارضة شرسة متربصة
باقل هفوة وهذا ما لا اتمنى ان يحدث لان الخاسر الاكبر ستكون ساكنة القصر الكبير
التي ستفوت عليها مرة اخرى فرص التنمية و الرقي خصوصا و نحن امام تجربة الجهوية
المتقدمة والتي ستعرف انطلاق مشاريع عديدة ستعود بالنفع على المنطقة برمتها فلا
مجال لتفويت الفرص، فعلى المعارضة اذن في حزب العدالة و التنمية ان تتخلى عن بعض
من أنانينها وحساباتها الشخصية الضيقة وتضع نصب اعينها مصلحة البلاد فوق كل
اعتبار،ربما قد تساهم المعارضة اكتر في توجيه المجلس الحديث العهد بالتسيير نحو
المسار الصحيح وهي العارفة بكل خبايا و اسرار المجلس ولا تخفى عليها خافية ونعتقد
ان هذا في حد داته نوع من انواع التسيير للمجلس و هو التجسيد الفعلي للتذبير
التشاركي و الجماعي عوض ان تعرقل تجربة حديثة كانت تنتظرها الساكنة بكل شغف،فلا
تجعلوا الساكنة الخاسر الاكبر