Headlines
نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin

من مجموعتي القصصية: اندحار

قصة قصيرة  :
اندحـــــــــــــار

ينفلت عبر الجدران العالية مغازلا العيون الراصدة ، يستقر في الركن الجانبي / ذاك الشعاع والممتد أرضا  تلفحه النسمة .
نسمة الصباحات البائدة :
كانت الترنيمة تسترسل زلالا مدى مدار اليوم رغم كونه نفاية ربطت أوردتها الحية بمضخة  الامتصاص .
حدثته الأمارة بالسوء ركوب القطيعة بين النفاية والمضخة ،واجتثاث الأوعية الموصلة،، ودارت  بقمامة دماغه فواصل متباينة:
فصم وريد لن يجعل الوثارة جحيما ،،ودخل معركة كانت كفته فيها ملامسة للقاعدة .
-         كيف تلامس القاعدة وأنت الخارج عنها !؟
يتلمس  قاعدته  يدرك....
حشرجة في الممر، وبالجانب الموازي أشعة،، ينفلت من مكانه صوب الأشعة عله يطرد قشعريرة جسده ، يصوب عينيه صوب النافذة  ....يرسل نظرته فضاء،  تتبعها بنات عقله المشوشة:
-         لا تركب دماغك زيف القول ؟
-         قضيت ليلتي مؤرقا ، وقضى ليلته غاضفا .
-         لم تنل من التعليم ما ناله .
-         ليس ذنبي . لم أجد من يفتح الأبواب ووجدت من يوصدها .
-         لا توصد باب لقمتك
جال ببصره كانت أربعة ..والباب الحديدي يتوسطه إطار دحديدي موصد .
-         أوصدت باب حريتك
-         أوصدها هو:
" بناء على ما توفر لدينا من أدلة ،،وبناء على  إفادات الشهود حكمنا على المتهم بسنة  سجنا.
-         لا لا لم أسرق معدات المصنع ولا وثائقه !
اصطك السمع بهدير الآلات... لن يسمعه  برئ برئ ...  يتعالى الهدير، ضجيج أصوات العمال، وفجأة يسمع صفارة الإنذار، يتوقف الهدير، تختفي الأصوات يطوف ببصره  فيجد الأربعة تصرخ : سا....رق،، سارق،، سا....رق
******
الرطوبة تنهك الامتداد المنهوك ، والسقف يغدو ساخرا من الشحوب المفرط ، والهزال المضحك ،في كل ليلة يطل القمر من الكوة ،يسلط نوره على القضبان المستقيمة فينصهر التقاطع مع الأخرى المتعامدة، وعبر المربعات الصغيرة تصل النسمة ساخرة هي الأخرى  من ضيوف الحجرة : القمل،  البق، البرغوث، النتانة، ذوات العشر، فوضى اللحى، ورائحة الجنس في جنح الظلام،  يتأوه ،يطرد عنه الطابور الجشع  الطامع في دم شبح واهن !!!!!!!
تجليات أعتاب النقاهة تأخذ الشرود إلى البحث عن نقطة التقاء مع اليقين ،حيث تسقط الصور المتراكمة في ذاكرة القضبان، ورطوبة فضاء الجدران الأربعة :
-         شئت أم أبيت سارق
****
توطئة :
مرة طغى الشحوب عن النظارة، والضجيج على دقيقات الراحة ،فأرسل الخبر عبر كل الموجات ،لتشتد المواجهة بين القمة والسفح ،وليجد نفسه منزويا متأملا كوة الغرفة.

استطراد
من حيث لا يدري من النبع المتدفق خلف الجبال ومن الطريق الضيق هناك وجوه لمارة معفرة بالتراب، هناك خلف غابات الوحل ...لن يصغي فهي حالة نورستانيا آتية  في الفضاء، سيعانق نسائم الحرية الحبلى مع أول ريح تهب،ويركب صهوة العدل يرى الزيف في الوجوه المقنعة عبر الشوارع المزدانة بألوان قزح ، الخافية لأنين المحرومين لألم الأرجل .

عودة :
-         آسف ..مؤسستنا لا تشغل سارقا .
-         سارق أبوك، جدك الأكبر ، سارقة أمك لفحولة قبيلة .
سحنة مستديرة بين السحنات العديدة، وعينان غائرتان تتفحصان هذا النذل الذي يتوسط أغبياء الوحل ، يتلقفون التمائم طردا للعين،  جلبا لانتصاب دائم ، بحثا  عن رجل ثالثة،  تمائم للنوم  للسبات العميق  للتدجيل !!!
يطوف بعينيه بين الوجوه، يتأمل الجيوب يتفحص بدقة جيب الشبح الواقف أمامه،، تمتد يده،، يتردد، يعتصره الجوع ، يرتعش ، تتضور أمعاؤه ، ينتشل محفظة النتن الواقف أمامه








.
قصة قصيرة :     دائرة زرقاء

إلى روح شهداء انتفاضة 1984 بالقصر الكبير




أكتم الصوت داخلي، يتأجج صدري، أوزع تساؤلاتي،، نظراتي عبر النافذة،، اختفت الحركة، صياح الباعة وهلوساتهم، أحاديث قدماء محاربي الحرب الأهلية الاسبانية، وهم يتحذلقون حول الأدرد ، يتطاير لعابه من فمه وهو يمسك القصبة الصقيلة، من طرفها تارة، ومن وسطها تارات أخرى، يحكي يشد الأنفاس،، يحكي يشخص المواقف المناسبة  لقامته القصيرة، والصوت المبحوح الذي يعرف محطات توقفه،  يتقن فن التوقف يجول بالحدقتين الضيقتين، يتفرس الوجوه يستعطفها باسما  تنفحه فيتابع رحلته .
من موقعي أرقب الأزقة الفارغة، والمحلات المتوحدة إغلاقا ، كان للهواء طعم لم أستسغه، أقلقني الصمت، وحده صوت الهيلوكبتر المحلقة يكتم  أنفاسي،  تمسح الأزقة،،والرجال مبثوثون هنا ، وهناك ، يتملكهم الذعر،  يمسحون واجهات البيوتات ،وإطارات المحلات المغلقة، بنظراتهم البئيسة ،، قدر أحمق الخطى ساقهم وساقني،  أشفق على نفسي، أتخيلها تعود لتلك الجماجم الصغيرة ،وهي تصارع أسبوعا آخر من الانكسار الرتيب ، نفس المقعد، نفس المربع ، نفسها الوجوه المصفوفة تنتظر ..ماذا تنتظر ؟؟ استهلال الاندحار ؟  زيف عتبات البدء ؟ التقيؤ الطيني بعد عب الماء المترب ؟؟ ماذا تنتظر ؟؟؟
أذناي تلتقط أصوات الطلقات النارية ..أوصد النافذة، أقرفص، أدس وجهي بين ركبتي،  أرتعش، أرتعد، موسيقى خافتة  هامسة حالمة تنتشلني،  أشخص ببصري الأفق، أمشي أتقدم شاخصا، والصغيرة من على السلم  بجسمها الصغير   النحيل  ترمق ، تتسلل في صمت،  أطوح بيدي ،، ترسل صيحة ترافقها موسيقى صاخبة ، أضع رأسي المتثاقل بين راحتي....   تقهقه الصغيرة، أغلق سمعي  وموسيقى
VERDIT تصحب نزول الصغيرة ...خطوة ثلاثية تجعلها داخل  أزرق  الدائرة الضوئية !!!

نبذة عن الكاتب

نشرت بواسطة kamachin على الخميس, أغسطس 25, 2011. تحت سمات . يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال الدخول RSS 2.0. لا تتردد في ترك ردا على

By kamachin on الخميس, أغسطس 25, 2011. تحت وسم . تابع اخبارنا على RSS 2.0. اترك رد على الموضوع

0 التعليقات for "من مجموعتي القصصية: اندحار"

اترك الرد