نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
الفنانة سلوى الشودري في حوار مع الكاتب الصحفي محمد كماشين
1- " الفن الطربي الأصيل " مدرسة اختارت الفنانة سلوى الشودري اختيارها لتبليغ رسالتها الفنية ، ماذا عن أسباب هذا الاختيار ؟؟
هو عشق أزلي للموسيقى العربية رغم أنني تربيت في وسط أندلسي محض وأيضا دراستي الأكاديمية للموسيقى الكلاسيكية لكنني أجد أن ألحان سيد درويش و القصبجي والسنباطي ومحمد عبد الوهاب والرحابنة أسروا أحاسيسي وعالمي الموسيقي وانصهر هذا كله في دواخلي وأعطى موسيقى ميزت عطاءاتي وأغانيي .
2- زاوجت الأستاذة / الفنانة سلوى الشودري بين الدراسة الأكاديمية ( ماجستير تخصص أدب مغربي في العهد العلوي ) وبين الدراسة الموسيقية بكل من تطوان والرباط ، كيف أسهم ذلك في بلورة الشخصية الفنية لسلوى الشودري ؟
أكيد الدراسة الأدبية والموسيقية فعلت اختياراتي الشعرية واللحنية وأعطتني القدرة على التمييز ما بين الغث والثمين في كلا المجالين وهذا يحسب لي وليس ضدي فأجد نفسي سعيدة بهذا الثراء المعرفي الذي سيعطي ثماره مستقبلا في أعمال أكثر تميزا ودقة.
3- من يتأمل عملكم الفني " سيدة الحزن الجميل " يجد فيه الكثير الكثير من القواسم المشتركة بينه وبين شخصيتكم الفنية ،، لنتأمل اهتمامكم بالطفل حيث تنشدين ( أنا يا سيدي يعذبني بكاء الطفل في شجن " لماذا وكيف الاهتمام بالطفولة في مسيرتكم الفنية ؟؟
إهتمامي بالطفولة جاء نتيجة تعلقي الشديد بالعمل الجمعوي الإحساني والذي بدأته منذ حوالي سنة 1998 عند تأسيسي مع مجموعة من الأصدقاء والصديقات جمعية المحبة والإخلاص لمساعدة التلاميذ اليتامى والتي إشتغلت فيها مباشرة مع الأطفال وتعرفت عن معنى الطفولة المحرومة من كل سبل الحياة الكريمة ، وأيضا ترؤسي لفرع المنضمة العلوية لرعاية المكفوفين بتطوان ومعايشة الأطفال المكفوفين والذين حرموا نعمة البصر ، كل هذا أعطاني شحنة قوية من الألم والوجع الذي ظهر جليا في أعمالي الغنائية فكانت قصيدة سيدة الحزن الجميل والي أهدتني إياها الشاعرة العزيزة شريفة السيد تعبيرا صادقا عن كل التجارب التي عايشتها بإحساس عال وهكذا قمت بإصدار ألبومين لأغاني الأطفال يضم مجموعة من القصائد باللغة العربية الفصحى لشعراء معروفين بالمغرب كأحمد عبد السلام البقالي والوافي فؤاد والطاهر الكنيزي وحسن مارصو ونصوص بوكماخ، وخصصت مداخيلهما للجمعيات الخيرية .
4- في نفس عملكم الفني " سيدة الحزن الجميل " ترددين ( حملت هموم اوطاني) ، ماذا عن مفهوم الالتزام في أعمالكم الفنية ؟
بالنسبة لمفهوم الإلتزام في قناعاتي المتواضعة هو الإلتزام بقضايا الوطن وهموم الناس و أيضا تناول كل ما هو راق في الموسيقى المهم أن تكون الأعمال المقدمة ترقي المستمع وتثري ثقافته وتهذب أحاسيسه وأخلاقه ، هذا هو الإلتزام الذي أعنيه
5- سنة 2006 حملت فوزكم بجائزة " خميسة " ذات الاهتمام بما هو خيري جمعوي، هلا قربتنا من سلوى الشودري الجمعوية ؟
ربما وضحت ذلك في بداية كلامي عن إنخراطي في جمعيات خيرية متعددة لكن جائزة الخميسة كانت قد فطنت لما قمت به من محاولة جعل الفن يخدم العمل الجمعوي وكان خاصة في التفكير في إصدار ألبومات غنائية تخصص مداخيلها لفائدة الأطفال وأيضا إقامة حفلات وصبيحات للأطفال التي كنت أنظمها والتي كنت أسعى من ورائها لإسعاد الأطفال اليتامى والمكفوفين وأيضا الأطفال الذي يقتنون تلك السيديهات يعني عملية رائعة ، إلى حد الأن لازلت أسعد بها وخاصة التجربة الأخيره في تخصيصي ل 5000 نسخة من كتاب وسيدي لعملية جراحية لطفل لديه ثقب في القلب وكيف تعاطف تلاميذ المدارس معه وكيف أحبوا شراء الألبوم أولا للتضامن مع ذاك الطفل وثانيا الإستمتاع بالأغاني ، والأن أنا عضوة في جمعية القلب الرحيم لمرضى القلب والشرايين والتي أسستها منذ حوالي ثلاث سنوات و حاليا رئيسة للجنة الفنية بها و رئيسة للجمعية المغربية للثقافة والفنون والتي سأحاول من خلالها تمرير كل قناعاتي الفنية والثقافية.
6- لعل الغناء بدار الأوبرا المصرية له أكبر من دلالة خاصة وأنتم من الفنانات المغربيات اللواتي حظين بذلك ، كيف تقيمين هذه التجربة ؟
كانت مشاركة رائعة تعرفت فيها على الجمهور المصري الذي له إحساس عال بالمغني و يستمع بقدر عال من الحرفية فكان إستقباله رائع وحققت حلما لاطالما تمنيته هو الوقوف على خشبة دار الأوبرا المصرية ، لأنه مشاركتي كانت دائما تكون كباحثة وليست كمطربة والمانع طبعا هو عدم السماح للمحجبات بالمشاركة بالغناء ولأنني متشبثة بقناعتي لم أغني حتى تم إستدعائي في مناسبة الليلة المحمدية والتي كانت تفرض إرتداء الحجاب
7- أمل طنانة ، سهير داوود ، نازك الملائكة ، شريفة السيد ، أدب بصيغة المؤنث تعاملت معه الفنانة سلوى الشودري ما السر في ذلك ؟؟ لماذا لم يقع التعاون مع مبدعات مغربيات ؟
أكيد سيتم التعامل مع شاعرات مغربيات وأنا الأن بصدد إختيار النصوص لإستكمال الألبوم ككل وفكرة المؤنث هو أنني أحببت أن يكون هناك عمل أنثوي لنقل 50 بالمائة فقط لأن العزف والتوزيع سيكون رجالي أكيد فليس لدينا عازفات بمهارة الرجال إلا القلائل .
8- المرأة في الشمال المغربي كانت سابقة دائما لخوض تجربة العزف والتلحين ، ماذا عن سلوى الملحنة ؟؟
سعيدة بامتلاكي هذه الملكة وأشعر أنها هبة من الله تساعدني على إيصال قناعاتي وأفكاري في قالب غنائي جميل يكون أثره ساحرا على المستمع فيكون التأثير بالجمال والحب والخير أرقى أنواع الخطابات
9- الجمهور راغب قي معرفة جديدكم الفني ؟
حاليا أنهي ألبومي الخامس الذي يضم قصائد لشاعرات عربيات وأعمال جديدة للطفل وتسجيل أعمال عالمية وموريسكية بصوتي وبتعاون مع أستاذ القيثار الكلاسيكي أحمد حبصاين وأيضا إعداد أغاني في مواضيع مختلفة وخاصة أغنية للربيع العربي للشاعر الفلسطيني مصعب النورسي ، ولدي دعوة لحضور المؤتمر الدولي لمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في الدوحة الذي يترأسه الدكتور طارق رمضان بمداخلة حول "مسؤولية الفنان الأخلاقية في القضايا العامة" وذلك في 9مارس القادم إن شاء الله
10- كيف تقيمين المشهد الفني الغنائي المغربي ؟؟
المشهد الغنائي المغربي يظل ضعيفا بضعف دعمه ،لكنه رغم كل ما يعانيه من تهميش من الإعلام السمعي البصري يظل غني بشعرائه وملحنيه وأصواته القوية والعذبة التي تميزه بجدارة واستحقاق في كل المحافل العربية والعالمية.
11- كلمة أخيرة: أرجو من منبري هذا أن أحقق كل ما أصبو إليه في إنجاز أعمال فنية يكون لها تأثير ووقع على المتلقي و جمهوري الحبيب وأن ترقى و تسموا به إلى الفضائل ومكارم الأخلاق وأختصر كلامي هذا في عبارتين جعلتهما شعاري ، "إلى كل من وظف جمال الموسيقى في الخير والحق" للدكتور الموسيقار علي عبد الله أطال لنا الله في عمره .