نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
القصر الكبير : ندوة علمية في موضوع "الهدر المدرسي مفهوم ومقاربات " من تنظيم مدرسة فاطمة الأندلسية
القصر الكبير : ندوة علمية في
موضوع "الهدر المدرسي مفهوم ومقاربات " من تنظيم مدرسة فاطمة الأندلسية
محمد كماشين
احتضنت دار
الثقافة بمدينة القصر الكبير ندوة علمية في موضوع "الهدر المدرسي مفهوم
ومقاربات " تحت إشراف النادي الثقافي
لمدرسة فاطمة الأندلسية.
الندوة أدارتها
الأستاذة نسيبة الطود
والتي وطأت بكلمة مبرزة فيها دواعي اختيار موضوع الندوة لارتباطه برهان الإصلاح
..لتعطي الكلمة بعد ذلك إلى السيدة مديرة المؤسسة .
بعدما رحبت
السيدة سميرة اكور
مديرة مدرسة فاطمة الأندلسية بكافة الحاضرين عبرت عن ابتهاجها بتزامن ندوة " الهدر
المدرسي مفهوم ومقاربات " مع اليوم
العالمي للمرأة ثم بسطت بعد ذلك دواعي اختيار هذا الموضوع من طرف نادي
الثقافة والحفاظ على التراث لراهنيته وتأثير الهدر المدرسي على
اختلالات المنظومة التربوية بالرغم من الدعم المقترح للحد منه في إطار المخطط
الاستعجالي، و تضمين تقرير المجلس الأعلى للتعليم فقرات خاصة به تسعى لجعل المتعلم
في قلب المنظومة التربوية ومحورها ، وتمنت أن تخرج الندوة بتوصيات قد تساعد على
التخفيف من ظاهرة الهدر التي أصبحت مؤرقة للجميع.
الأستاذة سعاد الطود في عرضها أشارت لما للحقل التربوي من
أهمية قصوى في صناعة الإنسان والرفع من درجة التماسك الاجتماعي لديه عبر الاستثمار
في البشر في ظل الاختلاف والتنوع بغية تحقيق البعد التنموي بركوب امتلاك كفاءات ،
ولن يتحقق ذلك دون مراجعة منظومتنا التربوية وتصحيح اختلالاتها التي أشار إاليها
تقرير اليونسكو ليناير 2014
بعد ذلك قدمت
السيدة سعاد الطود كرونولوجيا الإصلاح التربوي ببلادنا بعدما عرضت للتجربة المحلية
في القصر الكبير من طرف أبنائها الذين سارعوا
الى تأسيس المدرسة الأهلية والمدرسة القرآنية إيمانا منهم بأهمية الرسالة التربوية
في تحرير الإنسان.
بعد استقلال
المغرب – تضيف الأستاذة سعاد الطود - انطلقت المسيرة التربوية المغربية وقد كانت
خطوة أولى في طريق الهدر لوجود صراع إيديولوجي
نخبوي بالرغم من الجهد المبذول من طرف رجال الحركة الوطنية..
إن الإصلاحات
التربوية المغربية يمكن اعتبارها تاريخ أزمة بامتياز، وأن كل إصلاح كان يحمل دق
مسمار في نعشه قبل انطلاقه لاعتبارات يمكن إجمالها في الرهان على الكم بذل الجودة ،وإهمال
مرحلة التعليم الأولي ،وتغليب التوازنات المالية على سواها ، مما فسح المجال لعدم
الثقة في المعدلات المحصلة من لدن المتعلمين.
أضافت
الأستاذة سعاد : لقد كان الفشل مآل الميثاق الوطني للتربية والتكوين مما حدا
بالوزارة الوصية سلك محاولة استدراك الهفوات عبر المخطط الاستعجالي الذي لم يحقق
بدوره الأهداف المنتظرة منه ،في ظل تزايد أعداد المنقطعين بالرغم من المجهود
المالي المبذول ( 22 في المائة من الميزانية العامة للبلاد ).
وخلصت السيدة
المحاضرة إلى أننا ما زلنا نجر معنا الأخطاء التي انطلقنا بها فمنظومتنا التربوية
تحتضر وتتكلس ...
الدكتور عبد الواحد الفقيهي :اختار
لمداخلته "الهدر المدرسي من خلال مقاربة الذكاءات المتعددة "
فبعد وقوفه عند ضرورة إعادة النظر في مفهوم الهدر باعتباره هدرا بالقوة من جهة ، أو هدرا بالفعل من جهة أخرى ، ليتطرق بعد ذلك إلى
أسبابه كعدم إكمال المقررات ، و عدم تحقق الكفايات المستهدفة ، أو هدر بسبب تغيبات
المتعلمين والمدرسين ،،،الرسوب والتكرار ،، الانقطاع عن الدراسة بمغادرة إجبارية ،،عدم
الالتحاق بالمدرسة إطلاقا.
الأسباب يمكن
إجمالها – يقول الدكتور الفقيهي - في أسباب
خارجية وأخرى داخلية ملازمة للنسق التعليمي المدرسي الذي يرتكز على بيداغوجيا
الذكاء الواحد والتي لا تراعي الفوارق والذكاءات والقدرات العقلية فمستوياتها لا
تراعي الفوارق الفردية بين المتعلمين حيث تختزل التقويم في الامتحان والاهتمام بالتعليم فقط ،وتتحفظ على التكوين ، فنسقنا المدرسي يرفضه،،، من
المسؤول على رفض أصحاب المهارات وتكريس النظرة الاحتقارية للعمل اليدوي لإنسان
يزخر بطاقات ذهنية
الدكتور احمد المطيلي أطر مداخلته ب "الأسباب النفسية للهدر المدرسي" وفيها أكد على أن كل الظواهر الانسانية تبقى معقدة وأن ظاهرة الهدر المدرسي لا يمكن اعتبارها ظاهرة فردية فقط بل هي ظاهرة ومسألة تخص الشأن العام فلا يمكن تناولها من زاوية وحيدة فقط ،بل من زوايا متعددة حتى تكتمل الإحاطة بها.
عن تحديد المفهوم قال الدكتور المطيلي أن الهدر يعني الفقدان والضياع قبل استكمال المدة الزمنية المحددة المتعارف عليها وأن له مستويات يمكن تناولها بالتدرج كالتعثر الدراسي ،والتخلف، التكرار، ثم الفشل، فالانقطاع.
وعن أسباب الهدر المدرسي لخصها الدكتور المطيلي في خط بدايته العزوف ونهايته الانقطاع مقدما بعد ذلك تفسيرين له:
- تفسير خطي باعتماد العلية الخطية
- تفسير يعتمد العلة الدائرية تتفاعل فيها الظواهر مع بعدها لعوامل
متداخلة،
الاسباب النفسية للهدر المدرسي لخصها في كونها شعورية وجدانية بدرجات متفاوتة ترتبط بمستويات الذكاء لدى الأفراد مع إشارته لبعض الاضطرابات من قبيل الرهاب المدرسي ،ورهاب الامتحانات ،،عسر القراءة،، عسر الكتابة،، الاكتئاب
الاسباب النفسية للهدر المدرسي لخصها في كونها شعورية وجدانية بدرجات متفاوتة ترتبط بمستويات الذكاء لدى الأفراد مع إشارته لبعض الاضطرابات من قبيل الرهاب المدرسي ،ورهاب الامتحانات ،،عسر القراءة،، عسر الكتابة،، الاكتئاب
عصاب الفشل والذي عادة ما
يرتبط بأسباب لا شعورية ( الفشل أمام النجاح الذي يصيب النبغاء،،،
الانتقام الماكر من الوالدين ) .
الأستاذ الأمين الأغزاوي فضل أن يؤطر مداخلته "مقاربات للهدر المدرسي :قراءة في المنجز
واستشراف للآفاق ، مبرزا في البداية أصول مصطلح "هدر" المستلهم من المجال الاقتصادي المقاولاتي ، إن
الهدر يعني اللاتوازن الذي عادة ما يحصل عندما لا تتلاءم المدخلات مع المخرجات
وتصبح كلفة الموارد المعبأة أكبر من النتائج.
بعد ذلك أعطى الأستاذ الأغزاوي تعريفا للانقطاع وتجلياته : التسرب ؛
عدم الالتحاق ؛ الفصل ؛ ثم للتكرار قبل أن ينتقل لعرض أسباب الهدر الذاتية منها ( عدم ملاءمة الفضاءات ، المواظبة ، إهمال التعليم الأولي ، صعوبة
التحصيل ) والموضوعية.
عن المقاربات المنجزة حول ظاهرة الهدر المدرسي حددها الباحث الأمين الأغزاوي في مقاربة علاجية وأخرى وقائية ليقوم بعد ذلك بقراءة في إحصائيات تهم الظاهرة بإقليم العرائش حيث قامت النيابة الإقليمية بمجهودات جبارة لمحاصرة الظاهرة والحد منها.
عن المقاربات المنجزة حول ظاهرة الهدر المدرسي حددها الباحث الأمين الأغزاوي في مقاربة علاجية وأخرى وقائية ليقوم بعد ذلك بقراءة في إحصائيات تهم الظاهرة بإقليم العرائش حيث قامت النيابة الإقليمية بمجهودات جبارة لمحاصرة الظاهرة والحد منها.
في تقويمه للمنجز واستشراف الآفاق لاحظ الباحث طغيان الاشتغال بالبعد الكمي على حساب الجودة ، وضعف التتبع ،وغياب الحس التقويمي بأنواعه المختلفة، مع تراكم المبادرات دون تعرف آثارها ، والاشتغال على الظاهرة بمنطق إعادة الإنتاج.
وخلص الاستاذ امين الى تقديم عدة مقترحات منها:
- تصفية المشاكل العالقة المرتبطة بالموارد البشرية ولا سيما الممارسة وذلك بما يقضي على مختلف الندوب.
- تعديل منظور التدخل الميداني بالإنصات الى جميع المكونات
- تفعيل إجبارية التعليم على الصعيد القانوني تنفيذا لروح الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
- تفعيل أدوار الجماعات المحلية وباقي المتدخلين بتهيئة ظروف التمدرس وتجويدها وتعبئة السكان.
- تعبئة القطاع الخاص
- مضاعفة
أدوار التنمية البشرية.
- تعميم إحداث مراكز الإنصات.
- الاهتمام
بجودة التعليم وفضاءاته.....
في ختام الندوة تم تكريم الأستاذة ثرية
الديوري كأول فتاة حاصلة على الشهادة الابتدائية بمدينة القصر الكبير وسط جو حميمي
خاص .