نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
مسابقة الصحفيين الشباب من اجل البيئة الثانوية المحمدية / القصر الكبير 2017
مسابقة الصحفيين
الشباب من اجل البيئة
الثانوية المحمدية
/ القصر الكبير 2017
تاريخ عريق
وحلم مؤرق
القصر الكبير ، أو حين يتراءى لنا التاريخ :
كل حديث عن تاريخ الحواضر
المغربية ، هو حديث عن إرث ثقافي توارثته الأجيال ، حتى أصبح ملكا مشتركا لوطن
يسعنا جميعا ، ومدينة القصر الكبير واحدة من تلك الحواضر التي تشع تاريخا ، وتنضح
أملا في مستقبل بحجم تاريخها ،فكثيرا ما نسمع أنها مدينة
الحضارات الغابرة في بحور
التاريخ، مدينة المقاومين الأوفياء، مدينة
أنجبت من المثقفين والأدباء والعلماء والفقهاء والفنانين ما ملأت به فضاء
كونها فانبثق منه رحيق تسرب نسيمه ليعم المجال
الوطني والدولي، مدينة الفضلاء والأولياء الصالحين الذين نصبت لهم عدة أضرحة، كضريح مولاي علي بوغالب و الذي يعتبر رمزا لها
وضريح سيدي الرايس وجامع سيدي قاسم بن زبير وحمام سيدي ميمون وصومعة
البنات، وقد نسجت لكل واحد منهم قصصا وحكايات
على حقب مضت، وسجلت في تاريخ المدينة
بمداد من ذهب حتى تروى للأجيال القادمة, إنها مدينة القصر
الكبير التي توجد في الشمال الغربي للمملكة المغرية تربعت علي ضفاف نهر اللوكوس الذي يحيطها من جهتي الغرب و الجنوب، اذ تحتوي على
أراضي فلاحية خصبة, كما انها تتواصل مع أهم المدن
المغربية عبر خطوط السكك الحديدية وشبكة الطرق الوطنية مع كل من طنجة والميناء المتوسطي شمالا وفاس و وجدة شرقا وبالرباط والدار البيضاء ومراكش
جنوبا،آذ تعتبر جسرا هاما بين شمال ووسط المغرب و جنوبه . تحمل أهمية تاريخية
كبيرة حيث شهدت إحدى المعارك
الحاسمة بالمغـرب سنة 1578م وهي معركة واد
المخازن،الذي انتصر فيها المغرب على الجيش الصليبي تحت قيادة سيباستيان البرتغالي
. وقد رجح علماء الآثار على أنها أقيمت علي أنقاض القلعة الرومانية القديمة
اوبيدوم نوفوم
في الحاجة إلى أفق أخر يناقض الواقع
ويغايره:
لا
يمكن لمدينة بالمواصفات التي ذكرنا أن يطويها النسيان ، وتغرب عن العيان ، فكان أن
صممنا العزم كشباب بالمبادرة إلى الإسهام
في الكشف عن أهمية إدراجها كواجهة سياحية بالمغرب ، فماذا يقول قاطنها عنها ؟
بعدما
سألنا أحدهم كيف يمكن استغلال المؤهلات التاريخية و الأثرية
والجغرافية للمدينة لتصبح مدينة سياحية؟
أجاب متهكما : عن أي مؤهلات تتكلمون ؟ ما نعيشه هو تهميش ، بطالة، انعدام الأمن، فقر و فوضى عارمة أبطالها الباعة
المتجولون والفراشة ، واستغلال المقاهي للأرصفة بشكل عشوائي .
سيدة أرشدتنا إلى شارع يعتبر من الشرايين الحيوية بالمدينة ، وقالت هناك يا
أبنائي ستجدون سياحا من نوع آخر .....كانت الصدمة غير متوقعة ونحن نعاين – بعد أن
التحقنا بالشارع المذكور- مشهدا نابت كاميرا زميلنا عن توثيقه :
رجل آخر لاحظ دهشتنا التي ولدتها اللحظة ، وفجرها الواقع ، نبش قائلا: "هذا
واحد من بين المتشردين الدخلاء,الذين يجلبونهم من مدن أخرى, فيحطون الرحال وسط
الشوارع ويتسببون في عدة مشاكل يومية و كوارث بشريّة كالإجرام والعنف و السرقة
والإدمان ،مما أفسد جمالية المدينة، و انعكس سلبا عليها اقتصاديا واجتماعيا
وبيئيا.
و أضاف متسائلا": كيف
لزائر أو غريب أن يتوافد
على فندق كهذا ويشعر بالراحة و الهدوء؟ أو يتجول في شوارع المدينة مطمئنا مرتاحا, أو
لمستثمر أن يغامر بماله في مشاريع تنموية وسياحية (و أشار بيده إلى الفندق) تساهم
في التقليص من نسبة البطالة و تغير حال أهلها إلى الأحسن "
كادت هذه الآراء التي استقيناها أن
تصيبنا بخيبة أمل ،وكدنا أن نتقاعس
ونتراجع عن الشروع في تجربة إنجاز هذا التحقيق الصحفي بسبب هذا التناقض بين ما نسمعه ونعيشه !!!
وهذا ما دفعنا وحثنا على المزيد من البحث عن تاريخ المدينة من مصادر موثوقة
فاستأنفنا نشاطنا .
للمختصين رأي آخر:
وكانت الانطلاقة من المشاركة في اليوم الدراسي الذي نظمته إحدى الجمعيات
البيئية المحلية بدار الثقافة حول موضوع " السياحة
المستدامة مسؤولية الجميع "حيث استهل
الأستاذ الباحث والمؤرخ محمد أخريف مداخلته واصفا مدينة القصر الكبير بالعملاقة في
تراثها وحضارتها وأضاف قائلا:" القصر الكبير
وما أدراكم ما القصر الكبير" معللا أنها
أعرق المدن المغربية وأقدمها على الإطلاق بحيث تعاقبت عليها حضارات ودول
متعددة واحتضنت أحداثا ووقائع تاريخية مهمة أثرت ليس فقط في تاريخ المغرب وإنما في
تاريخ العالم .وفي مستهل تصريحه استشهد بالمواقع الايكولوجية التي تم العثور فيها
على قطع أثرية مهمة من فخار
و رخام و قنوات و عملات نقدية ونقائش تحمل كتابات
رومانية وأخري يونانية. وأضاف قائلا:لقدتم العثور على كثير من الأثار و البقايا و
الأحجار خلال القرن العشرين وبالضبط أثناء ترميم المسجد الأعظم وإصلاحه سنة 1987م والذي يعود تأسيسه إلى عهد المرينيين
، مما جعل منه معلمة تاريخية عريقة، إضافة إلى احتوائه على مطفية حيكت حولها القصص
والأساطير. وللمسجد تصميم ذو طابع أندلسي وله إشعاع علمي ومعرفي في مختلف العلوم والمجالات وله
مكانة وتقدير كبير من طرف سكان المدينة
وقد شدد وطالب بإنشاء متحف يجمع كل البقايا والآثار وسائل عيش الإنسان عبر
العصور السابقة ليتعرف ليس فقط
السائح وإنما أبناء المدينة أيضا على ثقافتها وتاريخها .وأضاف أن للمدينة أيضا عدة معالم و منجزات يجب الحفاظ عليها و الاستفادة منها في الحاضر و المستقبل .وذكر
سد واد المخازن الذي شيد ودشن في عهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بحضور وزراء خارجية الدول الإسلامية
والأمين العام للمؤتمر الإسلامي وعدد كبير من الشخصيات الإسلامية وممثلي الصحافة
الدولية ومئات الآلاف من أبناء الشعب المغربي. وقد ألقى جلالته خطابا تاريخياهاما
بتلك المناسبة. وكان لهذا السد فضل كبير على ساكنة المدينة ومحيطها كحمايتها من الفيضانات
الموسمية لواد اللوكوس مما كان يتسبب في خسائر مادية و جسمانية للساكنة وللمناطق
الفلاحية علي محصولها الزراعي ، توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لإنارة المدينة
ومحيطها,تمكين واستفادة التجمعات السكانية القريبة من الماء الصالح للشرب ، ري
وسقي الأراضي الفلاحية المجاورة وخلق عديد من فرص الشغل لفائدة السكان. وقد اختتم
مداخلته بطرح تساؤل قائلا :" فكيف سنطبق
مصطلح وشروط التنمية المستدامة على كل هذه المؤهلات التي تزخر بها مدينة القصر
الكبير؟"
بعد ذلك تقدم الأستاذ الإعلامي محمد كماشين و استهل حديثه بتقديم فكرة عامة عن
الخبر الصحفي والتحقيق الصحفي والفرق بينهما لتحفيز التلاميذ غلى المشاركة في
مباراة الصحفيين الشباب ومساعدتهم على تحقيق أفضل النتائج على غرار من سبقهم من
زملائهم. واستدل ببعض أسماء المؤسسات التعليمية التي فازت في هذه المباراة ومن
ضمنها الثانوية التأهيلية المحمدية بالقصر الكبير مما زادنا إصرارا على المشاركة،وفي
الجزء الثاني من مداخلته طرح بعض
الإشكاليات البيئية الحقيقية التي تعرفها المدينة واستدل بحالة لواد اللوكوس الذي يعاني ما يعانيه من تلوث من شتى المصادر،بحيث تطرح
فيه النفايات السائلة عبر قنوات الصرف الصحي للمدينة,كما تحمل المجاري المائية
السطحية عصارة النفايات الصلبة من المطرح العشوائي بمنطقة " الصنادلة" القريبة منه وإفراغ النفايات الصناعية دون معالجتها من المعامل الموجودة حوله,
مع العلم أن كل الضيعات الفلاحية
المحيطة به تسقى من مائه الملوث كالنعناع وقصب السكر و أشجار الليمون و الخضر مما
ينعكس سلبا على صحة الإنسان والحيوان والإخلال بتوازن بيئية تعتبر من بين أهم
المناطق الرطبة بالمغرب مكونة من ماء وأسماك وحيوانات ونباتات وتربة.
قصر كبير آخر ممكن :
ولنا أن نتساءل : ما هي أوراش السياحية المستدامة التي يمكن خلقها
في مدينة القصر الكبير؟"
فبعد استطلاع رأي شريحة لا بأس بها من المواطنين اتضح أن الكل يطمح و يحلم
بفكرة "كورنيش" على ضفاف واد
اللوكوس بحثا عن الهدوء والترفيه،والاستجمام, لا سيما أن المدينة تشهد ارتفاعا
كبيرا في درجة الحرارة خلال فصل الصيف ولا يجد أبناءها مرتعا ولا متنفسا إلا
الجلوس على ضفتين عاريتين وسباحة في ماء ملوث
فطلبنا إجراء لقاء صحفي مع المجلس البلدي فاستقبلنا أحد نواب الرئيس السيد حسن
الحسناوي فبعد كلمة الشكر طرحنا السؤال مباشرة حول مصير الكورنيش الذي وعد به
رئيس المجلس البلدي الساكنة أثناء الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية وخصوصا
ان يوم فاتح ماي من كل سنة يعرف انتشارا هاما للمواطنين
علي ضفاف نهر اللوكوس والغابات المجاورة للمدينة حيث تسجل الأرصاد الأمنية عددا
كبيرا من حوادث السير و جرائم مختلفة
منها الاغتصاب والقتل والمتاجرة في المخدرات وغير ذلك... فأجاب السيد النائب قائلا :"إن المجلس منكب علي دراسة مشروع كورنيش اللوكوس الذي سيكون له أهمية بالغة في
مجال السياحة المستدامة وسيستقطب عددا كبيرا من السياح الأجانب والمغاربة" وأضاف قائلا:" انه سيحدث متنفسا هاما
لسكان المنطقة في المجال الاقتصادي والسياحي والتنموي مؤكدا على دوره الفعال في
جلب الاستثمار, وسيضمن مناصب شغل قارة تهم
الشباب العاطل" كما أشار إلى
زيارة وزير السياحة السيد لحسن حداد لمدينة
القصر الكبير يوم الأربعاء 30 دجنبر 2015 وقد
عرف هذا اللقاء مجموعة من العروض والمداخلات همت موضوع السياحة والتنمية وكيفية
جلب مستثمرين مغاربة وأجانب للاستثمار في المجال السياحي ، كبناء الفنادق المصنفة
والمطاعم ودور الضيافة و تشجيع الصناعة التقليدية المحلية إلى غير ذالك من
المشاريع التي تهتم بالسياحة.بعد انتهاء المقابلة استبشرنا خيرا كون هذا المشروع سيوفر عدد
كبير من مناصب الشغل أثناء التشييد ولكثير من
الصناع والحرفيين بعد إتمام الأشغال و سيجد الفراشة مرتعا واسعا لعرض مبيعاتهم
والحرفيين في منتجاتهم وسيحج إليه الزوار المغاربة والأجانب من كل حدب
وصوب حيث تتنامى الحركة الاقتصادية ويعم الرخاء في مدينة الفضلاء والأدباء
والمقاومين الشرفاء وسيعم الأمن بالمدينة وسيجد
المواطن القصري متنفسا طبيعي يوفر له راحة النفس مخففا عنه
تعب الحياة مبعدا إياه عن ضجة المدينة وتلوثها و يعيد إليه
البعض من توازنه المفتقد
ومن هذا المنير الإعلامي نناشد المؤسسات
الحكومية و غير الحكومية أن تأخذ بعين الاعتبار حق المواطنين في تحقيق أحلام طالما أرقت نومهم