نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
رأي في الثقافة ووزيرها ببلادنا - عن الموقع الثقافي المحلاج
رأي: بنسالم حميش أسوأ وزير في الحكومة الحالية وأردأ وزير شهدته الثقافة المغربية | |
على بُعد أيّام من رحيل حكومة عباس الفاسي، يشرعُ قطاعٌ واسعٌ من الرأي العام المغربي في استحضار وجُوه الوزراء الذين حظوا بكرسي داخل هذه الحكومة التي عرفت في مسارها تعديلين جزئيين، وذلك لتقييم عملهم و مدى التزام إدارتهم بتنفيذ التوجيهات التي سبق لرئيس الحكومة المغربي أن أعلن عنها في تصريحه لنيل ثقة البرلمان سنة 2007. يحصلُ هذا أياما فقط بعد إطلاق الحكومة لموقع إليكترونـــــــــي " مكاسب " تعرِض من خلاله " أهم المنجزات والإصلاحات التي تحققت على مدى السنوات الأربع الأخيرة (2008-2011) وساهمت في تغيير حياة المواطن نحو الأفضل خاصة في المجالات ذات الأولوية الاجتماعية". حسب الحكومة. ومن العمليات الطريفة التي يدأبُ عليها المغاربة كل مرة تستعدّ فيها حكومةٌ للرحيل، اختيارُ أسوأ وزير في التشكيلة الحكومية المغادرة. في هذه الولاية، يحتدّ الصراع على أشدّه بين ثلاثة وزراء ينتمون لأطياف سياسية متباينة. فهناك من يرشّح الوزيرة الضاحكة على سعدنا: الاستقلالية ياسمينة بادو, فيما آخرون يروْن أن التجمّعي منصف بلخياط هو الجدير بمنصة التتويج. غير أن الكلّ يُجمع، في النهاية، على أن السيد بنسالم حميش هو الجدير بهذا اللقب : أسوأ وزير في الحكومة الحالية وأسوأ وزير للثقافة ،على الإطلاق، في التاريخ المغربي الحديث. مبّررهم في ذلك حجم الأفعال والجرائم التدبيرية التي اقترفها في حق الثقافة المغربية منذ تعيينه في الحكومة. تمثلت أُولى فلتات وزير الثقافة الحالي في إطلاقه تصريحات صحفية تشِي بأن الرجل " من الخيمة خرج مايل" كما يقول المثل الشعبي المغربي، عندما قال بأنه يلج وزارة الثقافة دون أن يكون متأبطا لسياسة ثقافية محددة،ما جعل العديد من الفاعلين الثقافيين والسياسيين يلومونه لكون الحكومة تمتلك برنامجا حكوميا، تقدّم به رئيسُها، إضافة إلى كون حزب الاتحاد الاشتراكي الذي " ينتمي " إليه حميش، له صولات وجولات في الشأن الثقافي وسبق لمؤتمراته وندواته أن صاغت رؤى وبرامج في هذا الشأن. وتظل أبرز سقطة لوزير الثقافة الحالي، تقديمُه للفنان المغربي عبد العظيم الشناوي خلال تكريمه في مهرجان المسرح الوطني بمكناس على أنه " فنان مصري شهير" . دأب حميش على افتعال الصراعات مع كافة المشتغلين بالحقل الثقافي والفني منذ مجيئه إلى الوزارة والتي جعلته عرضة لسهام النقد، من طرف الكتاب المغاربة وهيآتهم، وذلك في أكثر من مناسبة، لعل آخرها الرغبة التي أبداها الوزير في إقبار جائزة المغرب للكتاب وجعلها على رأس كل سنتين والتقليص من عدد فروعها. كذلك، كان حميش محط انتقاد الفنانين والمسرحيين المغاربة معلنين مقاطعتهم أنشطة وزارة الثقافة ورفضهم المشاركة في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، ممتنعين عن تقديم طلبات الدعم للحصول على منحة الإنتاج و الترويج ، ليتم تعويضهم بمسرحيي الصف الثالث. وذلك بعد أن أقدم الوزير في عملية انفرادية بتغيير قانون الدعم والترويج المسرحي دون إشراك المهنيين ورجال ونساء المسرح. مقاطعة سيكون من نتائجها توصل وزارة الثقافة ب 22 طلب للدعم المسرحي، فيما متوسط الطلبات في السنوات الماضية كان هو 95 طلبا. بنسالم حميش، هو أسوأ شخصية عمومية وأضعف وزير للثقافة عرفه المغرب منذ الحاج امحمد باحنيني إلى اليوم. فعلاوة على سوء التصرف وضبابية الرؤية الثقافية، ،ُيجمِع كلّ من عمل معه أو إلى جانبه، أنه مهووس بذاته،،،متعجرف ومنكفئ ،،، ذو أطوار غريبة ومزاج متقلب. لذا، فلا عجبَ أن يتقلّب القرار بين يديه أكثر من مرة، وهو ما لم يسمح، طيلة فترة استوزاره، بتبلور واستقرارممارسة إدارية سليمة. لذلك، لا يجد العاملون معه بُدّا من الفرار بجلودهم والابتعاد عن" مجنون الحكم " الذي يحرق كل يوم نقط الضوء التي زيّنت يوما سماء الثقافة المغربية و"يحرق" معها صورة الهيئة السياسية التي " ينتمي " إليها ويضعف من الأواصر المتينة التي جمعتها بقبيلة المثقفين والفنانين سنوات الحصار والرصاص. أوّل هؤلاء المبتعدين هو السيد الكاتب العام للوزارة : أحمد كويطع . وهو بالمناسبة إطار اتحادي أصيل . تقلّد خلال مسيرته المهنية العديد من المسؤوليات والمهام داخل الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة وفي الهيآت التمثيلية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . فقد آثر الرجل الاعتكاف في مكتبه بعيدا عن مظاهر العبث والارتجال التي صارت تتخبط فيها وزارة الثقافة منذ مجيء السيد حميش، وذلك بعد أن أعياه النصح والتنبيه. وإلى جانب المثقفين والفنانين المغاربة الذين أجمعوا، فرادى وهيآت، على فشل بنسالم حميش، وزير الثقافة الحالي، في بلورة سياسة ثقافية واضحة المعالم من شأنها تحصينُ المكاسب وتعزيزها في مجالات الآثار والفنون والكتاب، زكّى موظفو وزارة الثقافة نتائج هذا الاستمزاج. فبنسالم حميش أسوأ شخصية عمومية وأضعف وزير للثقافة عرفه المغرب الحديث. وهم يستدلّون على ذلك بما حصل منذ يومين، فقط، عندما أقدم حميش في حركة إدارية واسعة، وعلى بعد أسابيع من مغادرته زنقة غاندي، على تغيير 49 مسؤولا في الإدارة المركزية والمديريات الجهوية، وهو ما استدعى حيرة واستغراب العديدين، وعلى رأسهم السيد الكاتب العام للوزارة، الرئيس الأول للإدارة والسادة المديرين المركزيين الذين لم يكن لهم رأي في الموضوع ،علما أن عمليات من هذا النوع، تتم في المنطق الإداري السليم، بتشاور تام مع المديرين المركزيين وبتنسيق مع الكتابة العامة . ويُجمِع كلّ العاملين في الوزارة أنّ من وراء هذه التعديلات وزيرةُ الثقافة الحقيقية المسمّاة سمية الدريدي وتابعتُها فاطمة العسري وهما معا من ذوات السوابق الأخلاقية داخل الوزارة. وإذا كانت فضائح السيدة الأولى قد أزكمَت أنوفَ العاملين والمشتغلين بالحقل الثقافي مُنذ مجيئها إلى ديوان السيد الوزير وإلى غاية فرض الوزيرلاسمها ضمن لجنة ولوج المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي وذلك ضدا على أعراف المؤسسة ، فإنّ السيدة الثانية، التي تدّعي مخافة الله، تتقاضى دون وجه حق، ومنذ عهد الوزيرالأسبق محمد الأشعري التعويضات المادية لقسم ترجمة الأعمال الأدبية. وهو قسم وهمي... لم تنجز المسؤولة الأولى عنه أيّ عمل ملموس يهمّ ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية المغربية إلى لغات العالم أو العكس . وهو ما يجعلها في وضعية مناقضة لأخلاقيات الوظيفة العمومية وشروط الموظف والمسؤول العمومي الذي يتقاضى تعويضا عن مسؤولية لا يباشرها. وهي في هذه الوضعية شبيهة بسيدتها (سمية الدريدي) التي كانت هي الأخرى موظفة شبح، منذ تاريخ تخرجها وإلى غاية التحاقها بديوان حميش. كما أن وضعيتها الإدارية تشبه وضعية موظفة أخرى،عيّنها مؤخرا بنسالم حميش، مكلفة بالدراسات، فيماهي توجد ضمن قوائم موظفي مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، وهو ما يجعلها ضد القوانين التي تنظم عمل المكلفين بالدراسات وتفرض عملهم إلى جانب السيد الكاتب العام للوزارة . تلك بعض مظاهر الفوضى والعبث التي يشيعها السيد بنسالم حميش داخل دواليب وزارة الثقافة، فيما هو يُصدرصباح مساء كلاما وشعارات جوفاء تدعّي الإصلاح . أهذا هو "الإصلاح الثقافي " الذي اخترتموه عنوانا لكتابكم الصادرمؤخرا ... أهكذا يكون الإصلاح ألسيد الوزير؟. أيكون الإصلاح الثقافي بتجاهل الفاعلين والشركاء الثقافيين وعدم فتح باب الحوار معهم لتطويرالحياة الثقافية وتحسين أوضاع منتجيها وشروط تلقي الإبداع والفن المغربي ؟ إنّ إغلاق الباب في وجه اتحاد كتاب المغرب و بيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنون وسواهم من التنظيمات الثقافية الأصيلة هو نوع من الهروب إلى الأمام الذي شكل الخطأ الفادح للسيد حميش، الذي فضّل أن يشكّل لجنة من " الحكماء " ما إن انتهى اجتماعها الأول الذي عقدته مع الوزير، حتى خرج أعضاؤها يتندرون بقفشات حميش وهلوساته التي أبدعها في هذا الاجتماع . أيكونُ الإصلاح الثقافي بالتراجُع عن المكتسبات المحققة لفائدة الثقافة المغربية؟ إن إلحاحكم الدائم على إلغاء المكتسب الهام الذي قامت به الفنانة ثريا جبران برفعها عدد فروع جائزة المغرب من ثلاثة إلى خمسة، ليظل أمرا غير مفهوم ولا يعبر سوى عن رغبة في التغييرالعبثي غير المبرر. أم يكونُ الإصلاح الثقافي بعقد " أولمبيادات الذاكرة " لا تنظر إلى ناشئتنا سوى كأوعية للحفظ الممل والببغائي؟ . باختيارالسيد بنسالم حميش أسوأ وزير في الحكومة، التي يستعد طاقمُها لحزم حقائبه استعدادا للمغادرة، يكون فصلٌ مرير من رواية مُملّة قد طُوي، رواية بئيسة كتبها وزيرمجنون اسمه بنسالم حميش. جعل من حقيبة الوزارة مقبرة له بدل أن تكون مَعبرا لتتويج مهني وثقافي. هنيئا للسيد بنسالم حميش على هذا التتويج الجديد، على أمل أن تحظى الثقافة المغربية بعد اقتراع 25 نونبر القادم بوزير قادرعلى طي هذه الصفحة المؤلمة والعصيبة التي مرت بها ثقافتنا المغربية ، لتستعيد عافيتها ونشاطها وحيويتها وتعيد للإنسان المغربي ثقته بنفسه وتراثه وهويته المتعددة والمتجددة. لم يكن الفنان الساخر أحمد السنوسي( بزيز) مُخطئا،عندما علــّـق بسخريته اللاذعة على خبراستوزار بنسالم حميش : "البارُوكا في راسكم" . ومعناها " البَركة في راسْكم من جيهة الثقافة المغربية" . جملة عزاءٍ شهيرة، لطالما رددناها في محافل التأبين والعزاءات، غير أن معناها اليوم يظل بليغا لأن الأمر يهُمّ موت تلك التي تمنحنا الحياة : الثقافة . |