نشرت في:
نشرت بواسطت kamachin
في حضرة الاستاذ محمد بن عبد الرحمان بنخليفة الحلقة 1: الأعلام والبنود وشارة الملك
في حضرة الاستاذ محمد بن عبد الرحمان بنخليفة الحلقة 1: الأعلام والبنود وشارة الملك
"المغرب
ومقدمة ابن خلون أو ذيل على المقدنة "، إصدار للأستاذ
الباحث محمد بن عبد الرحمان بنخليفة ، تخصص تاريخ من جامعة بغداد 1963
المؤلف صدر عن جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير وهو
محاولة لإلقاء مزيد من الضوء على جملة من الأحداث التاريخية الهامة التي مر بها
المغرب حيث كانت جديرة بأن تحظى بعناية ابن خلدون ، وأن يقول فيها كلمته ،
وسوف نحاول في هذه السلسلة الرمضانية تقريب القارئ من أهم ما جاء في المقدمة حول المغرب
الحلقة 1 : الأعلام والبنود وشارة
الملك
عندما تكلم ابن خلدون عن الآلة وشارة الملك قال ( فمن شارات الملك اتخاذ الآلة من نشر الألوية والرايات وقرع الطبول والنفخ في القرون والأبواق ) وبما أن هذه الشارات يراد بها إظهار هيبة الدولة والتمكين لسيادتها فانه عمل على الاتيان بها والتعريف بمقتضياتها وهو عندما تحدث عن المرابطين وملوكهم ،ذكر أنهم لم يتخذوا لأعلامهم لونا واحدا ،وأن تلك البنود كانت نقوش بالحريري والذهب وذات ألوان مختلفة أوأن تلك الأعلام كان مسموحا بها في الأقاليم والولايات غير أن الموحدين جعلوا البنود لا تنشر والطبول لا تدق إلا لهم ، وحظروها على غيرهم كما أنهم جعلوا لموكب السلطان آلة تتبعه والمراد بالآلة هنا جوقة موسيقية مع حملة البنود والأعلام وكانت تسمى عندهم الساقة.
لم يكن لهؤلاء الساقة عدد محدود إلا أنهم لا يتعدون السبعة ، في ما بلغ عددهم أيام أبي الحسن مائة من الطبول ومائة من البنود وكلها منسوجة بالحريري والذهب أكما سمحوا لعمالهم بحمل رايات صغيرة من الكتان
إلا أنه مما يذكره ابن خلدون هو أن المرابطين قد سبقوا الموحدين في اتخاذ البنود والأعلام منذ عهد ابن تاشفين ، بل كانوا أول من ادخل العناصر الاجنبية الى الجيش المغربي كالأغزاز فصيلة من فصائل العناصر ذات الأصل التركي الواردة على المنطقة ،وهذا ما نقله الناصري عن غيره في الاستقصا ج 2، ولربما كان لدخول هؤلاء الأأغزاز في الجيش تأثيره على نظامه ، وإدخال بعض تقاليد الجيش المتعارف عليها في الشرق من آلة ورسم البنود
قال أبو المطرف ابن عميرة أحمد المخزومي الأندلسي يصف حركة الجيش
في زمن بني مرين ( كانوا يجعلون أمام الخليفة بمقربة منه راية بيضاء كبيرة عالية
تبين موقعه من العسكر ليهتدي بها من يريد قصده ، ويليها المصحف العثماني موضوعا في
قبة من الحرير ومحمولا على أضخم جبل ويلي جمل المصحف كما يسمونه بغل
من أفره البغال يحمل ربعة مربعة تحتوي على كتب الحديث والصحاح ويليه الخليفة في
صدر الجيش والعساكر عن يمينه وشماله وخلفه ( الذيل ج1 ص 20 )