في حضرة الاستاذ محمد بن عبد الرحمان بنخليفة الحلقة 1: الأعلام والبنود وشارة الملك
عندما تكلم ابن خلدون عن الآلة وشارة الملك قال ( فمن شارات الملك اتخاذ الآلة من نشر الألوية والرايات وقرع الطبول والنفخ في القرون والأبواق ) وبما أن هذه الشارات يراد بها إظهار هيبة الدولة والتمكين لسيادتها فانه عمل على الاتيان بها والتعريف بمقتضياتها وهو عندما تحدث عن المرابطين وملوكهم ،ذكر أنهم لم يتخذوا لأعلامهم لونا واحدا ،وأن تلك البنود كانت نقوش بالحريري والذهب وذات ألوان مختلفة أوأن تلك الأعلام كان مسموحا بها في الأقاليم والولايات غير أن الموحدين جعلوا البنود لا تنشر والطبول لا تدق إلا لهم ، وحظروها على غيرهم كما أنهم جعلوا لموكب السلطان آلة تتبعه والمراد بالآلة هنا جوقة موسيقية مع حملة البنود والأعلام وكانت تسمى عندهم الساقة.
لم يكن لهؤلاء الساقة عدد محدود إلا أنهم لا يتعدون السبعة ، في ما بلغ عددهم أيام أبي الحسن مائة من الطبول ومائة من البنود وكلها منسوجة بالحريري والذهب أكما سمحوا لعمالهم بحمل رايات صغيرة من الكتان
إلا أنه مما يذكره ابن خلدون هو أن المرابطين قد سبقوا الموحدين في اتخاذ البنود والأعلام منذ عهد ابن تاشفين ، بل كانوا أول من ادخل العناصر الاجنبية الى الجيش المغربي كالأغزاز فصيلة من فصائل العناصر ذات الأصل التركي الواردة على المنطقة ،وهذا ما نقله الناصري عن غيره في الاستقصا ج 2، ولربما كان لدخول هؤلاء الأأغزاز في الجيش تأثيره على نظامه ، وإدخال بعض تقاليد الجيش المتعارف عليها في الشرق من آلة ورسم البنود